قائمة الموقع

"أبو الحج" معلم اللغة العربية الذي برَّأه القضاء وتمتنع السلطة عن الإفراج عنه

2021-12-08T09:56:00+02:00
صورة أرشيفية

لم يكن يعلم أستاذ اللغة العربية حسين أبو الحج (28 عاماً) الذي يعمل في إحدى مدارس مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، أن تفريقه بين علم فلسطين وراية رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تؤدي به إلى الاعتقال في سجون السلطة بتهمة ازدراء العلم الفلسطيني.

فما إن خرج الأستاذ من المدرسة في اليوم التالي حتى فوجئ بقوة من جهاز الأمن الوقائي في مدينة بيت لحم تعتقله وتوجه له تهمة ازدراء العلم.

مر يومان على الاعتقال، لتصدر محكمة فلسطينية قراراً بالإفراج عنه بسبب عدم ثبوت التهمة، إلا أن قرار القضاء لم يُرضِ الأجهزة الأمنية التي أعادت اعتقاله مرة ثانية وفتحت ملفا قديما له في المحكمة يتعلق بمشاجرة قديمة.

نال أبو الحج على التهمة الجديدة قراراً آخر بالإفراج من قبل محكمة فلسطينية، ليفاجَأ وهو يجهز نفسه داخل قسم الشرطة للخروج، بقوة أمنية من مخابرات السلطة تعتقله وتخفي أي أثر له عن محاميه وعائلته.

المحامي محمد قطوش الذي يتولى الدفاع عن الأستاذ حسين أبو الحج أكد أن ما يتعرض له موكله أمر غير قانوني، فاعتقاله منذ 17-11-2021 وتوجيه تهمة ازدراء العلم الوطني أمر غير مقبول وهذا ما أكده قرار قاضي محكمة الصلح الذي أصدر قرارا بالإفراج عنه بتاريخ 6-12-2021 وهو القرار الذي لم ينفذ.

وأوضح في حديث لـ"فلسطين" أن جهاز الأمن الوقائي لم يرق له قرار الإفراج ليتواصل مع جهاز المخابرات الذي أعاد اعتقاله من داخل مقر الشرطة في تبادل للأدوار وتنفيذ سياسة الباب الدوار التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي مع الأسرى الفلسطينيين.

وقال قطوش: "منذ اعتقال أبو الحج وحتى الآن لم نعرف عنه أي شيء، ويرفض جهاز المخابرات توفير أي معلومات عنه، سواء لعائلته أو لي بصفتي محامي العائلة"، لافتاً إلى أن الإخفاء القسري لحسين أمر غير قانوني البتة.

وأضاف: "إن الأجهزة الأمنية حاولت توجيه أي تهمة لأبو الحج لتبرير اعتقاله، ولكن بعد رفض القضاء هذه التهم، وقرارات الإفراج عنه، قررت اعتقاله وإخفاءه عن الجميع، وفي هذا مخالفة لكل القوانين والشرائع المحلية والدولية والحقوقية".

وبين قطوش أن أبو الحج مفرج عنه من الناحية القانونية ولكنه معتقل سياسي ودون أي وجه حق، فهو شاب لا يزال في بداية حياته، وأنهى دراسة الماجستير في اللغة العربية من جامعة الخليل.

ونبه إلى أن اعتقال أبو الحج تم دون أي مذكرة قانونية أو شكوى مقدمة ضده، وعليه فإن كل الإجراءات الممارسة بحقه غير قانونية وتمثل جريمة بحق القانون، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً.

وأشار قطوش إلى أنه توجه مع عائلة الأستاذ أبو الحج إلى مؤسسات حقوق الإنسان والأمم المتحدة في مدينة بيت لحم، للنظر في هذه القضية التي تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان في التعبير عن الرأي.

وشدد على أن الحالة النفسية للمعتقل السياسي حسين أبو الحج تدهورت بعد الحصول على قرار الإفراج عنه ورفض الأجهزة الأمنية تنفيذ القرار، وأن جميع أفراد عائلته متخوفون على صحته في ظل الغياب القسري له وعدم معرفة أي خبر عنه في الآونة الأخيرة.

اخبار ذات صلة