رأى محللان سياسيان، أن طلب واشنطن من مجلس الأمن الدولي، إدراج حركة حماس على قائمة المجلس "للإرهاب" ومعاقبة جميع الدول التي تقدم لها المساعدات، هدفه حرف البوصلة عن القضية الفلسطينية، وزعزعة أطراف المقاومة (إيران، حزب الله).
وشدد المحلان في حديثهما لصحيفة "فلسطين"، على أن طلب واشنطن سيزيد من شعبية حركة حماس فلسطينيًا وعالميًا؛ مشيرين إلى أن الطلب يأتي استكمالًا لمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال القمة الأخيرة التي عقدت في السعودية.
يذكر أن مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة، نيكي هايلي، شنت خلال الجلسة الدورية التي عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية، مؤخراً، هجومًا حادًا على حركة حماس وطالبت مجلس الأمن بـ(معاقبة جميع الدول والهيئات) التي تقدم الدعم للحركة، داعية مجلس الأمن إلى إصدار قرار يدين "حماس" ويدرجها على قائمة المجلس "للإرهاب".
أداة بيد أمريكا
وقال الكاتب والمحلل السياسي عمر عساف، "للأسف يبدو أن مجلس الأمن أصبح أداة بيد الولايات المتحدة تمرر من خلاله مشاريعها، وأن ما تطالب به الولايات المتحدة اليوم هو استكمال لما اتفق عليه التحالف الأمريكي السعودي خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة السعودية، مؤخرا".
وقال عساف لصحيفة "فلسطين": "عندما عدّ ترامب كلًا من حماس وحزب الله منظمات إرهابية، لم يتكلم أحد من القادة العرب.. ما حصل هو منح الولايات المتحدة الضوء الأخضر في التمادي بمواقفها ضد حركات التحرر".
وأضاف أنه "عندما تصرح مندوبة الأمم المتحدة في مجلس الأمن بأن من يصرح ضد (إسرائيل) سوف تضربه بالحذاء ويهديها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حذاء عند زيارته لها، فهذا يعني أن المشروع الصهيوني ليس صهيونيًا فحسب بل أمريكيًا أيضاً".
ورأى عساف أن طلب الولايات المتحدة من مجلس الأمن إدراج حركة "حماس" على قائمة المنظمات "الإرهابية" بمثابة حرف للبوصلة في الصراع مع (إسرائيل) في اتجاه البحث عن أعداء وهميين بمن فيهم وعلى رأسهم، محور المقاومة والمتمثل في إيران، وحزب الله، وحماس.
وتابع: "علينا أن نتصرف كفلسطينيين إزاء هذا التوجه بعيداً عن الحسابات الحزبية"، مستبعداً أن يؤثر القرار –في حال اتخاذه- على حركة حماس بل على العكس فإن مثل هذا القرار سيزيد من شعبية حماس في الشارع الفلسطيني".
وأكمل قوله: "حماس لا تكسب شرعيتها من الولايات المتحدة ولا من النظام الإقليمي بل من شعبها، وأنا أعتقد أن هذا الموقف سيزيد شعبيتها إثراء"، مشدداً على ضرورة أن تقف حركات التحرر يداً واحدة في وجه مثل هذه المؤامرات.
حركات التحرر
من جهته، رأى الأكاديمي والمحلل السياسي، كمال علاونة، أن الولايات المتحدة تحاول ابتزاز مجلس الأمن ودفعه، لاتخاذ قرار غير مسبوق في حق حركات التحرر الوطني مثل حركة حماس والتي تهدف إلى تحرير فلسطين.
وقال علاونة لصحيفة "فلسطين": "هذا الطلب الأمريكي الجديد يشكل اعتداء سافراً على حقوق الشعب الفلسطيني، والمبادئ الإنسانية وكذلك على الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن".
وأضاف: "يجب دعم حركات التحرر الوطني لا محاربتها وضربها وتجفيف منابع تمويلها"، مشدداً على ضرورة ألا يقف المجتمع الدولي شاهدًا إزاء ما يحصل، وأن عليه رفض طلب الولايات المتحدة ودعم حركات التحرر الوطني في كل مكان.
وتابع: "على الشعب الفلسطيني أن يقول كلمته لأن من يتحدث باسم المقاومة الفلسطينية هي حركة حماس".