فلسطين أون لاين

وباعة يشتكون ضعف الإقبال

​مع اقتراب عيد الفطر أسواق غزة فارغة

...
غزة - نسمة حمتو

محال تجارية تبدو فارغة تمامًا من المشترين، وأخرى فيها أعداد قليلة من الناس، ووجوه أصحاب المحال بائسة حزينة؛ فقد كانت محالهم في مثل هذا الوقت تحديدًا العام الماضي تعج بالمشترين، أناس يدخلون المحال للسؤال عن ثمن البضائع دون اشترائها، وآخرون ينتظرون انفراجًا قبل انتهاء شهر رمضان ليتمكنوا من اشتراء ملابس العيد لأبنائهم، هذا المشهد كان يخيم على أغلب أسواق قطاع غزة بسبب الظروف المادية الصعبة التي يعيشون فيها.

بضائع مكدسة

محمد مهدي أحد الباعة العاملين في المحال التجارية، كان يقف أمام محله في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة ينادي الزبائن والمارة كي يدخلوا محله، ولكن لا أحد يقترب من المحل سوى أعداد بسيطة.

يقول مهدي (26 عامًا): "في مثل هذا الوقت تحديدًا كل عام كان المحل يمتلئ بالزبائن، ونبيع بضائع العيد جميعًا، ونضطر إلى اشتراء بضاعة جديدة، حسب طلب الزبائن، ولكن اليوم البضائع مكدسة في السوق، لا يوجد طلب عليها".

ويتابع قوله: "كثير من الناس يأتون ليروا البضائع فقط وعندما يعرفون السعر يخرجون دون أن يشتروا، مع أن الأسعار ليست مرتفعة مقارنة بالأعوام السابقة، ولكن الوضع الذي يمر به الناس سيئ جدًّا".

رواتب السلطة

ولا يختلف الحال كثيرًا عند مصطفى سليم (33 عامًا)؛ فهو كذلك يعاني كثيرًا في ظل عدم الإقبال على اشتراء البضائع، نظرًا إلى الأوضاع المادية الصعبة التي يمر بها أهالي قطاع غزة.

ويقول سليم: "كنا نعتمد اعتمادًا كبيرًا على رواتب السلطة في حركة السوق، ويوم الراتب تزيد حركة الشراء، الآن لا يوجد سوى نصف راتب، غير أنه لا يوجد راتب قبل العيد للموظفين، ما زاد الوضع صعوبة".

وتابع: "حتى موظفو غزة بصعوبة يستطيعون تدبير أمورهم في ظل الأزمة؛ فهم لا يحصلون على سوى ما يقارب ألف شيكل فقط، فهل ستكفي لشراء الملابس لأربعة أو خمسة أبناء؟!، الوضع الذي يمر به البلد صعب جدًّا، ولا نعرف إلى أين ستتجه الأمور خلال المدة القادمة".

ظروف صعبة

أما خالد عبد الهادي _وهو صاحب محل تجاري كان يعج بالمشترين قبل العيد نظرًا لأسعاره الجيدة وبضاعته المميزة_ فيقول: "الوضع سيئ جدًّا، وهناك الكثير من المحال التجارية تغلق أبوابها بسبب الأزمة، ونحن لا نكاد نستطيع سداد الديون المتراكمة علينا ودفع إيجار المحال".

ويتابع: "لم تمر علينا أزمة كهذه، حتى في بداية الحصار لم يكن الوضع هكذا، كان هناك رواتب للسلطة والموظفين في غزة، وكانت الأمور تسير طبيعية، ولكن _يا للأسف!_ الوضع في غزة من سيئ إلى أسوأ".

ويضيف عبد الهادي (25 عامًا): "لا نتوقع أن تتحسن الأوضاع خلال المدة القادمة؛ فلا شيء يبعث على الأمل، إذا كان وضع السوق هكذا كـأسوأ يوم في الأيام العادية فكيف سيكون خلال الأيام المقبلة؟!، لا أعتقد أن الوضع سيكون أفضل".

إقبال محدود

يختلف الوضع قليلًا عند نضال أبو هادي (40 عامًا)؛ فهو يرى أن الوضع جيد في المحال التجارية، مع صعوبة الوضع الاقتصادي، مشيرًا إلى أنه مع سوء الأوضاع يوجد إقبال من الناس.

ويضيف: "صحيح أن الوضع سيئ، لكننا كنا نتوقع الأسوأ، الإقبال مختلف مقارنة بالأعوام السابقة، ولكن الحمد لله نحن أفضل من غيرنا بكثير، التجار كانوا يأملون تعويض الخسائر التي تكبدوها في المدة الماضية بسبب عدم وجود إقبال، ولكن يبدو أنه لن يتحسن شيء على أرض الواقع".

ويتابع قوله: "الإقبال الآن فقط على البضائع المنخفضة الأسعار فقط، التي في متناول الجميع، ولا يوجد إقبال على البضائع المرتفعة الثمن سوى من بعض الفئات فقط كالعائلات ذات الوضع المادي الجيد، أو موظفي الوكالة، والمؤسسات الدولية".