حذر مسؤولون في وزارة الدفاع الأوكرانية من أن روسيا قد تشن هجوما على أوكرانيا في يناير/كانون الثاني المقبل، وذكر تقرير نشره موقع ناشيونال إنترست (National Interest) الأميركي أن مسؤولين أوكرانيين حذروا من أن سيناريو الغزو الروسي قد لا يقتصر على منطقة دونباس، بل قد يشمل عمليات إنزال برمائية في الموانئ الأوكرانية الواقعة على البحر الأسود.
كما أشار التقرير -الذي أعده مارك إيبيسكوبوس، مراسل الموقع لشؤون الأمن القومي- إلى أن واشنطن لا تستبعد أن تكون الأنشطة العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا جزءا من حملة ضغط روسية أكبر لانتزاع تنازلات سياسية أو دبلوماسية من الغرب.
وعكست تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن -خلال اجتماع الناتو في لاتفيا الأربعاء الماضي- ذلك الافتراض، حيث قال "لا نعرف إذا كان الرئيس بوتين اتخذ قرارا بغزو أوكرانيا". مضيفا "أننا نعلم أنه يحشد القدرات للقيام بذلك في وقت قصير إذا قرر ذلك. لذلك فإنه يجب علينا -رغم عدم اليقين بشأن النية والتوقيت- أن نستعد لكل الحالات الطارئة في ما نعمل كي نرى روسيا تغير مسارها".
وكان بلينكن أعرب -خلال لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في ستوكهولم- الخميس الماضي عن مخاوف إدارة بايدن بشأن "خطط روسيا لتجديد عدوانها على أوكرانيا"، مؤكدا التزام واشنطن "القوي والحازم بشأن سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، داعيا كلا من موسكو وكييف إلى الالتزام باتفاقيات مينسك. وأشار الموقع إلى أن لافروف لم يعلق في تصريحاته العلنية على مخاوف الولايات المتحدة بشأن التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا.
ونقل الموقع عن السفير الأميركي السابق في أوكرانيا جون هيربست القول إن موسكو في وضع يسمح لها بالتحرك من دون تحذير يذكر، وإن الحشود العسكرية الروسية "تشكل تهديدا وفي موقع يسمح لها بذلك (الغزو) إن أرادت ذلك". وتصاعد التوتر بين موسكو وكييف في الأسابيع الأخيرة بعد حشد روسيا عشرات الآلاف من جنودها على الحدود مع أوكرانيا، وسط مخاوف من نشوب حرب بين البلدين.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن تقارير استخباراتية تفيد بأن روسيا حشدت أكثر من 94 ألف جندي بالقرب من حدود بلاده، وربما تستعد لهجوم عسكري واسع النطاق في نهاية يناير/كانون الثاني المقبل.
وأضاف ريزنيكوف -في كلمة أمام البرلمان الأوكراني- أن بلاده لن تقدم على أي تصرف استفزازي، لكنها مستعدة للرد إذا شنت روسيا هجوما عليها، مؤكدا أن لدى روسيا الآن 41 كتيبة تكتيكية عسكرية على أهبة الاستعداد في شبه جزيرة القرم. وقال إن "الوقت الأكثر ترجيحا لشن هجوم سيكون نهاية يناير/كانون الثاني" المقبل، مؤكدا أن روسيا بدأت "تدريبات عسكرية قرب أوكرانيا وهي تختبر اتصالاتها".
لكن موسكو تنفي هذه المزاعم، وأعلن الكرملين أمس الأول الجمعة أن روسيا والولايات المتحدة تعملان على تنظيم اجتماع عبر الفيديو بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن. وأوضح الكرملين أنه تم تحديد موعد مبدئي لإجراء محادثات قمة عبر الفيديو بين الرئيسين، لكن موسكو تنتظر الموافقة النهائية من واشنطن.