بالزي البرتقالي، يتنقل العالم الفلسطيني، والبروفيسور، عماد البرغوثي، من محكمة لأخرى، ومن وقفة احتجاجية لأخرى أيضًا في مدن الضفة الغربية، احتجاجًا على استمرار ملاحقته من قبل السلطة، بتهم مشاركته في مظاهرة رفضًا لاغتيال المعارض السياسي، نزار بنات.
واستخدم البروفيسور البرغوثي البدلة البرتقالية إلى جانب العشرات من النشطاء الذين تلاحقهم السلطة في الضفة الغربية، تعبيرًا عن الظلم الذي يتعرض له النشطاء من قبل السلطة، واستمرار ملاحقتهم على تهم غير قانونية.
وتحاكم السلطة عشرات النشطاء وأساتذة الجامعات، وأسرى محررين، بتهم غير قانونية، وقدح مقامات عليا، والتجمهر بطريق غير مشروعة، بعد التظاهرات الغاضبة التي عمت مدن الضفة الغربية بعد اغتيال بنات.
البرغوثي الحاصل على درجة الدكتوراة في فيزياء الفضاء من جامعة ولاية "يوتا" الأمريكية الرسمية، وعمل مدَّة في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" (NASA)، وفي عدد من جامعات عربية وعالمية، يتعرض لمحاكمة السلطة باستمرار على حرية الرأي والتعبير.
ويفسر البرغوثي في حديثه لـ"فلسطين" سبب ارتداء النشطاء الملاحقين من قبل السلطة للبدلة البرتقالية بأنها جاءت تشبهًا بالمعتقلين في سجن غوانتانامو الأمريكي، إذ إن جميعهم كانوا معتقلين مقهورين، ولا يوجد لائحة اتهام حقيقية ضدهم.
وقال البرغوثي: "ونحن في الضفة الغربية المحتلة نريد أن نقول من خلال لبس البدلة البرتقالية إننا مقهورون ومظلومون، وفقط نطالب بالعدالة للشهيد المعارض السياسي نزار بنات، وانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني".
وأضاف البرغوثي: "نريد أيضًا توقف تغول الأجهزة الأمنية علينا، وجميع تلك المطالب مشروعة، ومن حقنا كمواطنين رفع الصوت عاليًا".
وأوضح أن السلطة لم يعجبها المطالب المشروعة، فقامت باعتقال عشرات النشطاء، وإرسالهم إلى المحاكم عبر جلسات مستمرة، و"كأنهم يريدون القول نريد المماطلة في إجراءات المحكمة غير القانونية، عبر لائحة اتهام غير حقيقية".
ولفت البرغوثي إلى أن هناك رسالة من مواصلة جلسات المحاكمة لكبار في السن، وأساتذة الجامعات، وهي أن تكميم الأفواه، والاعتقال والمحاكمة، سيكون لمن يتحدث، والقتل للمعارض الذي يرفع صوته كما حدث مع نزار بنات.
وبين أن اللون البرتقالي سيكون شعارًا للمظلومين والمقهورين المطالبين بحقوقهم المشروعة في مدن الضفة الغربية.
وحول استمرار النزول للشارع، قال البرغوثي: "نحن مستمرون في الحراك ولبس اللون البرتقالي وهناك مفاجآت في المستقبل ما دامت السلطة تتغول وتعتدي على الحريات، وسنبقى نتظاهر ونعلي الصوت في ميادين الضفة الغربية كلها".
يشار إلى أن البرغوثي يعمل في جامعة القدس، وفي عام 2006 حصل على رتبة أستاذ كامل (بروفيسور) في الفيزياء، ولديه العديد من الأبحاث العلمية، أبرزها نظرية باسمه، هي نموذج البرغوثي (البرغوثي موديل)؛ والتي يقول عنها إنها استطاعت تفسير سلوك أيونات الأكسجين والهيدروجين في الفضاء الخارجي، وتفسير العديد من الظواهر في كوكب الأرض والتي في النهاية تساعد على تطوير تكنولوجيا الفضاء.