تعود الحياة لتنبض في ملاعب كرة القدم الغزية، والتي ستكون اليوم على موعد مع انطلاق منافسات دوري الدرجة الممتازة، ويستهل شباب رفح البطل رحلة الدفاع عن لقبه أمام الأهلي العائد لدوري الأضواء، فيما سيلتقي الهلال والصداقة في لقاء الجارين.
وعلى الرغم من مشاركة عدد من الفرق ببطولة النخبة التنشيطية التي نظمها المجلس الأعلى للشباب والرياضة مؤخراً، إلا أن بطولة الدوري تمثل الهم الأكبر بالنسبة للفرق وللجماهير التي عادت بشكل تدريجي للمدرجات في الموسم الماضي.
شباب رفح x الأهلي
حامل لقب النسخة الأخيرة من لقب الدوري الممتاز لديه اختبار هام للغاية عندما يلتقي ضيفه الأهلي على رفح البلدي، في مباراة صعبة خاصة وأنها تأتي في بداية جدول المباريات للفريقين.
شباب رفح الذي خسر منذ أيام قليلة لقب كأس النخبة أمام الصداقة، يملك الدافعية الكبيرة من أجل بدء مرحلة الحفاظ على لقب الدوري، وهذا يعتبر التحدي الأهم للفريق ومدربه وجماهيره الطامحة لمزيد من الألقاب.
لكن مباريات شباب رفح والأهلي في السنوات السابقة كانت تمثل صعوبة على "الأزرق" في تخطي ضيفه خاصة عندما كانا يلتقيان على ملعب رفح البلدي، وهو الذي يحتضن مباراة اليوم، وسيضع فيها أصحاب الأرض كل مجهودهم للخروج بالنقاط الثلاثة التي ستكون حافزاً قوياً في طريق المنافسة.
يدرك شباب رفح أن المباراة الأولى قد لا تمثّل نتيجتها على مسار الفرق بنسبة كبيرة، لكنها تعتبر دافعاً معنوياً بالدرجة الأولى، حيث خسر شباب رفح في الموسم الماضي مباراته الافتتاحية أمام الصداقة، إلا أن مشوار الختام كان سعيداً للزعيم الذي خرج متوجاً بلقب المسابقة.
وسيحاول المدرب رأفت خليفة تفادي الأخطاء التي واجهت الفريق في آخر مباراتين له في بطولة النخبة، أمام شباب خانيونس في إياب نصف النهائي والصداقة في النهائي، حيث خسر الفريق في كلا المباراتين، ليصبح مطالباً بالوقوف على أبرز ما يحتاجه الفريق قبل انطلاق البطولة الرسمية.
شباب رفح سيبحث من البداية على الاستفادة من قوة خط وسط الفريق في ظل الغيابات المؤثرة التي سيعاني منها في المباراة، والتي ستشهد غياب الحارس عبد الله شقفة المتواجد مع المنتخب الفلسطيني في كأس العرب، ومحمد السدودي وعماد فحجان المصابين، والعمل على تعويض هذه الغيابات والتغلب عليها في المباراة.
في المقابل، يمني الأهلي العائد للدوري الممتاز النفس في تدشين بداية قوية لمشواره في البطولة، والعودة من أمام شباب رفح بالفوز أو بنتيجة التعادل على أقل تقدير، خاصة وأن الفريق يضع أمامه هدفاً هاماً بعد الصعود من الدرجة الأولى وهي عدم العودة إليها مثلما حدث معه في تجربتين سابقتين.
الأهلي الذي يقوده حالياً المدرب توفيق الهندي يتطلع إلى إعادة ذكرياته السعيدة على ملعب رفح، والتي غابت منذ فوزه الأخير على شباب رفح عام 2017، إلا أن الفريقين لم يلتقيا بعدها سوى في ستة مرات فاز شباب رفح في 3 وفاز الأهلي في مباراة وتعادل الفريقين في مباراتين.
ويرفع الأهلي شعار التحدي في أولى مباريات بالدوري الممتاز، والتي تعتبر صعبة عليه لكنه يتطلع لتقديم مستوى ونتائج تبعد الفريق عن مراكز الخطر مبكراً وعدم الدخول في حسابات الهبوط مبكراً والتي كانت سبباً في هبوطه مرتين.
ونجح الأهلي في الحفاظ على أبرز نجومه في الموسم الماضي مثل حاتم نصار وتعاقد مع لاعبين آخرين يعتبر المخضرم محمد بركات أبرز هذه الوجوه الوافد إلى الفريق إلى جانب أحمد جربوع الذي سبق له اللعب مع قطبي الكرة الرفحي الشباب والخدمات.
الهلال x الصداقة
سيكون فريقا الهلال والصداقة في تجربة افتتاحية صعبة بالنسبة لهما، إلا أن كل فريق يدخل المباراة التي ستجمعهما على ملعب فلسطين، بنفس الهدف والرغبة وهو حصد النقاط الثلاثة.
صاحب الأرض في هذا اللقاء سيكون الهلال الذي نجا في الموسم الماضي من الهبوط لدوري الدرجة الأولى، وحافظ على تواجده في الدرجة الممتاز بعد مشواره صعب للغاية، لا يتمنى الفريق أن يتكرر معهم في الموسم الحالي، وهذا ما دفع ادارة النادي لإجراء عدد من الصفقات مبكراً واستعادة بعض لاعبيه المعارين.
الهلال دخل مرحلة الاعداد مبكراً وكان من أوائل الفرق التي نجحت في إنهاء صفقات مبكر، من أجل التفكير في انطلاق بطولة الدوري بشكل مريح بعيداً عن الضغوط التي قد تؤثر على التحضيرات أو حتى المباريات الودية.
يرفع الهلال لواء الثأر في هذا اللقاء بعد الخسارة الثقيلة على يد الصداقة في ذهاب الدوري الممتاز بالموسم الماضي، قبل أن يفرض عليه الأخير تعادلاً مثيراً في مباراة الإياب، عقدت من محاولاته التي كان يسعى فيها لتأمين بقاءه قبل الوصول لخط النهاية.
سيحاول الهلال ومدربه حازم الوزير الاستفادة من اللاعبين الشبان الذي اعتمد عليهم في الموسم الماضي، والذي سيتم دمجهم مع لاعبي الخبرة في الفريق مثل سامي الداعور والعائد محمد عبيد.
على الجانب الآخر فإن الصداقة يدخل المباراة منتشياً بعد التتويج بلقب كأس النخبة وتفوقه في النهائي على شباب رفح، وهذا ما منح الفريق دفعة مضاعفة قبل انطلاق بطولة الدوري، وهذا ما يجعل كفته ترجح في بعض الجوانب لحصد النقاط الثلاثة في مباراة اليوم.
تجربة الصداقة في البطولة الودية كانت مفيدة للغاية بالنسبة للمدرب حمادة شبير، الذي استفادة من الاطمئنان على جاهزية اللاعبين إلى جانب منح الفرصة للوقوف على كافة الأمور التي تحتاج للمعالجة في صفوف الفريق والعمل على تصحيحها قبل مواجهة الهلال.
على الرغم من رحيل محمد بلح نجم الفريق عنه بعد انتهاء الموسم الماضي، إلا أن الصداقة أظهر خلال المباريات الودية قوة هجومية ودفاعية في ظل استعادة الحارس فادي جابر للكثير من مستوياته المعهودة والتي ستكون من عوامل القوة للفريق إذا ما أراد المنافسة على اللقب بكل قوة.