اختارت دار النشر العالمية إلزفير، وجامعة ستانفورد الأمريكية العالِمَ الفلسطيني سفيان تايه ضمن أفضل 2% من الباحثين الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم، وذلك لنشاطه البحثي في التطبيقات الحيوية والطبية للتقنيات الضوئية "الفيزياء الحيوية".
التصق البروفيسور تايه بالبحث العلمي والنشر الدولي منذ حصوله على الدكتوراة في عام 2007، ويقضي حاليًا سنة بحثية في كندا أستاذا زائرا في جامعة "واترلو".
يقول تايه لصحية فلسطين: إن أبرز إسهاماته البحثية ترتكز على التطبيقات الحيوية والطبية للتقنيات الضوئية، مثل الكشف عن البكتيريا والفيروسات والكائنات الحية الدقيقة باستخدام التقنيات الضوئية كالموجّهات الموجبة والألياف البصرية والبلورات الضوئية، وأخرى تبحث في خصائص انتشار الموجات الكهرومغناطيسية عند انتشارها في الموجّهات الموجبة، وأبحاث في الأجهزة الضوئية التي تقوم بعمل توصيف دقيق للأفلام والأغشية الرقيقة.
في عام 1990 توجه تايه إلى ليبيا في إثر إغلاق الجامعات الفلسطينية إبان انتفاضة الحجارة، وكل ما يدور في ذهنه هو دراسة أحد التخصصات الطبية ولكن قدر الله له دراسة علوم الفيزياء، ليعود بعد أربع سنوات معيدًا في الجامعة الإسلامية بغزة التي حصل منها على درجة الماجستير عام 2004، وبعدها بثلاث سنوات نال درجة الدكتوراة من جامعة عين شمس.
يقول: "أدرك منذ اليوم الأول أن رسالة الجامعات لا تتوقف عند حد التدريس فحسب، وإنما بالبحث العلمي وخدمة المجتمع، فعملت ضمن مجموعة بحثية رائعة تنتج أعمالًا مميزة، ولم يكن البحث العلمي في حياتي مجرد موجة تصعد أحيانًا وتهبط أخرى، بل كان هدفًا ساميًا سعيت إليه وما زلت أسعى".
ونشر البروفيسور تايه خلال مسيرته العلمية حوالي 200 بحث في مجلات مصنفة دوليًا حسب معايير التصنيف الدولية (معامل التأثير وتصنيف سكوبس).
ويوضح أن تقييم الباحثين دائمًا يعتمد على أعداد الأبحاث المنشورة والمجلات التي ينشر فيها الباحث ومعامل التأثير لهذه المجلات، وتصنيف المجلة حسب مؤشر (scimago) الذي يعد من المؤشرات الدولية المهمة في تصنيف الدول وفقًا للنشر العلمي الدولي، بالإضافة إلى عدد الاقتباسات العلمية التي استخدمها الباحث والتي تظهرها منصة جوجل العلمية "جوجل سكولار"، و" ريسيرش غيت" وهو موقع ويب لشبكة اجتماعية وأداة تعاون مجانية موجهة للباحثين العلميين من جميع تخصصات.
ويضيف أنه حين انطلق في رحلته البحثية لم يكن يرمي إلى هذا التصنيف أو غيره، "إنما كان هدفي خدمة البشرية وتحقيق إضافة إلى الكم المعرفي في مجالي، وقد كان شعاري دائما "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"، ولو قضي الإنسان كل حياته بين الكتب والأبحاث لبقي متعلمًا".
ورغم عزوف الكثيرين عن علم الفيزياء، يصفه تايه بأنه من أجمل العلوم لاهتمامه بالظواهر الكونية من الذرة إلى المجرة، "ولن يشعر بروعة هذا العلم إلا من اقتحم المجال واهتم به، ويزداد المرء حبًا لعلوم الفيزياء كلما أبحر فيها".
جوائز علمية عديدة
ويؤكد تايه أن إدراجه ضمن الباحثين الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم، إحدى أهم المحطات في حياته العلمية ومسيرته.
وسبق للبروفيسور تايه أن حصل على العديد من الجوائز الدولية عن إنجازاته الأكاديمية، حيث نال جائزة عبد الحميد شومان للباحثين الشبان العرب عام 2012 على مستوى الوطن العربي، وجائزة البنك الإسلامي الفلسطيني للبحث العلمي على مستوى الوطن عام 2019، إضافة إلى جوائز على مستوى الجامعة الإسلامية منها جائزة التميز في الإنتاج العلمي 2020، وجائزة أفضل بحث منشور في عام 2012، وجائزة سلطانة نهر في عام 2017، وجائزة أفضل إنتاج عن الثلاث سنوات من 2013 -2016، وجائزة الجامعة الإسلامية للبحث العلمي 2011 -2012.
ولم يغفل تايه في غمرة حديثه عن البحث العلمي أن يشكر زوجته ويقدر لها تفهمها غيابه عن البيت طوال اليوم وصبرها على ذلك، ومساندتها ودعمها المستمر له.
وعد تصنيف ضمن الباحثين الأكثر تأثيرًا "فخر له ولكل فلسطين وخاصة أهلنا في قطاع غزة الذي يعيش ظروفًا صعبة وحصارا قاسيا ورغم ذلك والفضل لله وحده عملنا بالإمكانيات المحدودة، ولا يضيع الله أجر من أحسن عملاً، وسأعمل جاهدًا على نقل كل خبراتي لطلابي الأعزاء خاصة طلبة الدراسات العليا ليكونوا إن شاء اللّٰه على الطريق الصحيح".
وتطرق في حديثه عن التحديات والصعوبات الجمة التي تواجهه، وعلى رأسها انقطاع التيار الكهربائي وصعوبة السفر والتنقل، ولكن يرى البروفيسور تايه أن هذه الأمور يستطيع الإنسان التغلب عليها وتحويل المحن إلى منح، "ومن أراد أن يتأمل الصعوبات والتحديات فلن يتقدم".
ويطمح تايه أن يكون لجامعته الإسلامية مراتب متقدمة في البحث العلمي وفي تصنيف الجامعات وهذا ليس صعبًا لو تكاتفت كل جهود الباحثين، وأن يكون لبلده فلسطين مكان مرموق بين الأمم.