عدّ رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع د. أحمد ويحمان التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي "خيانة" للقضية الفلسطينية والشعوب العربية، لن تجلب إلا الخراب والدمار للدول المطبعة، منبهًا إلى أن الاحتلال يسعى من ورائه إلى تفتيت المنطقة وإعادة تقسيمها وسلبها مقدراتها وثرواتها.
وأضاف ويحمان، وهو عضو السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، في حديث خاص لصحيفة "فلسطين": "إن التطبيع يهدف لتبييض وجه الاحتلال، تزكيةً لكل المجازر التي يرتكبها ومستوطنوه بحق الشعب الفلسطيني، ومحاولة للقضاء على مقدساته"، مشيرًا إلى أن الاحتلال يعمل يوميًّا وفق إستراتيجية عقدية لهدم المسجد الأقصى، و"هو أمر لا يمكن قبوله".
وأكد أن الاحتلال لا يعرف معنى السلام، ويعمل جاهدًا لتمرير أجندته لإحكام قبضته على فلسطين كل فلسطين، ثم السيطرة على قلب العالم العربي والأمة الإسلامية، متوقعًا مواصلة قطار التطبيع السير دون توقف عند المغرب، فالاحتلال بدعم من أمريكا يعمل على صياغة شرق أوسط جديد لتقسيم الدول وإنشاء دول جديدة، للحفاظ على بقائه وتحكمه بالشعوب وثرواتهم.
ووصف ويحمان زيارة وزير جيش الاحتلال بيني غانتس إلى المغرب بأنها "فضيحة جديدة تضاف إلى سجل فضائح المطبعين"، وبات خطرها يتهدد الأمن والاستقرار ووحدة المغرب، لافتًا إلى أن الاحتلال يعمل وفق مخطط تخريبي رسمه ويعمل من أجله، لتقسيم المغرب إلى ستة كيانات، والجزائر إلى خمس دويلات، لإشعال الحرب والفتنة بين البلدين، وهنا تكمن خطورة الزيارة.
وقال: "إن زيارة غانتس إلى المغرب تشير إلى أن الاحتلال لم يكتفِ بإقامة العلاقات التطبيعية مع الرباط، بل هناك إملاءات وتحضير لتأسيس (إسرائيل) جديدة في المنطقة بعد تفكيكها وإعادة تركيبها"، واصفًا إياها بالمصيبة الكبرى التي ستصيب المنطقة.
قضية وطنية
وأضاف ويحمان: "إن المغرب تجاوزت الآن مرحلة تطبيع العلاقات مع الاحتلال، فنحن الآن رهن مرحلة الصهينة، ومرحلة استعمار الأرض والمقدرات، لأن ما يجري في المغرب تجاوز كل الحدود والخطوط في مجال العلاقات، فنحن نواجه استعمارًا حقيقيًّا".
وتابع: "إن الشعب المغربي قدم قوافل الشهداء قديمًا وحاضرًا على درب المقاومة وتحرير فلسطين"، مؤكدًا أن المغاربة يعدون القضية الفلسطينية قضية وطنية ولن يتخلوا عنها، ولهذا صدحت حناجرهم في مسيرات مناهضة التطبيع المليونية بـ: "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة".
وشدد ويحمان على أن موقف الشعب المغربي ثابت تجاه فلسطين ولن يتخلى عنها، ولن تتغير نظرته إلى التطبيع الذي يصفه بالخيانة، مؤكدًا أن الرباط لن تجني من وراء التطبيع إلا الخراب للمغرب والجزائر وكل المنطقة.
وذكر أن الائتلافات السياسية في المغرب تمر بموقف حر، قائلًا: "فنحن أمام فخ تنصبه لنا الصهيونية العالمية ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أن يصطدم الشعب بالدولة"، مبينًا أن الائتلافات السياسية حددت سقفها، وهو العمل المستمر من أجل إسقاط التطبيع.
وأكمل: "إن الدولة ومؤسساتها مصرة على قمعنا، ونحاول تجنب الاصطدام لنُسقط التطبيع، لكن يا للأسف كل المؤشرات تدلل على أننا ذاهبون إلى الاصطدام مع الحكومة عاجلًا أو أجلًا، إن واصل التيار المتصهين اختطاف القرار المغربي الرسمي".
وحث ويحمان العالم العربي والأمة الإسلامية وأحرار وشرفاء العالم على التوحد في مواجهة التطبيع وإسقاطه، بالوعي والوحدة وتجاوز كل الخلافات بين الدول التي يحاول الاحتلال تعميقها خدمة لمشاريعه الاستيطانية في المنطقة.