قال مختصان في شؤون القدس: إن موافقة ما تسمى "لجنة التخطيط والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، على خطة لبناء حي استيطاني جديد على أراضي مطار القدس الدولي "قلنديا" يهدف لتطويق المدينة المقدسة وفصلها عن محيطها الفلسطيني.
ويشمل المخطط الاستيطاني بناء نحو 11 ألف وحدة استيطانية وفنادق ومرافق وحدائق عامة ومناطق صناعية تقام على 1,243 دونمًا شمالي مدينة القدس المحتلة، كما يشمل المخطط إقامة مجمعات تجارية بمحاذاة شارع رقم 45 وتحويل الصالة الرئيسة في مطار القدس المهجور إلى "مرفق سياحي".
وكان المخطط الاستيطاني شمال القدس قد وضع قبل عدة سنوات، وجُمِّد في أكثر من مناسبة بسبب الضغوط السياسية الدولية الرافضة للاستيطان، وخصوصًا المعارضة التي أبدتها الإدارات الأمريكية للتوسع الاستيطاني في القدس.
ويقع مطار القدس الدولي على أراضي بلدة قلنديا شمالي القدس المحتلة، وهو المطار الأقدم في فلسطين إذ أُقيم في عام 1920 في أثناء الاحتلال البريطاني على أرض مساحتها 650 دونمًا.
مشاريعه عنصرية
ويقول الخبير في شؤون الاستيطان نصفت الخفش، إن الاحتلال لم يتوقف في يوم من الأيام عن مواصلة تمدده الاستيطاني، وبناء أحياء جديدة في مدينة القدس ومحيطها.
ويوضح الخفش لصحيفة "فلسطين"، أن الهدف من بناء الحي الاستيطاني الجديد على أراضي مطار القدس الدولي "قلنديا" المهجور، لتوسيع مستوطنة "عطروت" وفصل مدينة القدس عن أحيائها، وإنشاء أحياء يهودية جديدة على حساب أراضي الفلسطينيين.
كما يهدف الاحتلال، وفق الخبير في شؤون الاستيطان، إلى عزل القدس عن محيطها الفلسطيني وفرض سيطرة الاحتلال الكاملة عليها، ومواصلة التغول على شمال المدينة المحتلة، وتهويدها.
ويؤكد أن الاحتلال يواصل تنفيذ مشاريعه العنصرية في ظل صمت دولي وعربي مقيت وبدعم دولي ومن مستوياته السياسية وقراراته وقوانينه العنصرية من أجل إحكام قبضته على القدس وتغيير معالمها وطابعها التاريخي وعزلها عن محيطها العربي ومنع وصول الفلسطينيين إليها.
ويبين أن الاحتلال سيسيطر على مختلف المناطق المحيطة بالقدس كالمنطقة الشرقية حين أقام سلسلة مستوطنات تمتد لتصل إلى منطقة الأغوار، إلى جانب السيطرة على المنطقة الجنوبية بإقامة وتوسع مستوطنة "عتصيون" التي تفصل القدس عن مدينة بيت لحم، في حين أحكم على غربي المدينة منذ احتلالها عام 1948، ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها.
ودعا الخفش الحكومة الأردنية والسلطة وكل أبناء الشعب الفلسطيني لتكثيف الجهود لمواجهة مخططات الاحتلال في القدس خاصة، ومواصلة العمل المقاوم بكل أشكاله لإفشال مخططات الاحتلال العنصرية الرامية لتهجير المقدسيين من مدينتهم وإقامة مخططاتهم ومشاريعهم العنصرية فيها.
وطالب السلطة في رام الله لوقفة جادة وفورية لمواجهة مخططات الاحتلال، وتفعيل مقاطعة (إسرائيل) وكشف جرائمها المخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية.
أخطر المشاريع
من جانبه، رأى المختص بشؤون الاستيطان، خالد منصور، أن الحي الاستيطاني الجديد من أخطر المشاريع الاستيطانية على مدينة القدس والهادف لتطويقها وتغيير معالمها.
وقال منصور لصحيفة "فلسطين": "بكل أسف يستخدم الاحتلال جميع أدواته وإمكاناته للاستيلاء على كل شبر في مدينة القدس ومحيطها، ولا نزال نتمسك باتفاقية أوسلو التي قيدت الفلسطينيين وشجعت الاحتلال على مواصلة تغوله على أرضنا".
ولفت إلى أن الاحتلال يعمل وفق خطة ممنهجة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وبتأييد ودعم دولي، ويتبعها بعملية تطهير عرقي للوجود الفلسطيني بهدم منازلهم ومصادرة أراضيهم، واعتقالهم وتهجيرهم، وفرض الغرامات المالية الباهظة عليهم، وبناء جدار الفصل العنصري لدفعهم للهجرة، من أجل تهويد المدينة المقدسة بالكامل والسيطرة عليها.
وتوقع أن يجلب الاحتلال بعد إنشاء الحي الاستيطاني الجديد، آلاف المستوطنين ويسكنهم في المنطقة في محاولة منه لمحو الوجود الفلسطيني بالقدس وإقامة سور سكاني يهودي بمحيط المدينة المقدسة.
وأضاف: المشروع ليس الوحيد في المنطقة، بل سبقه مشاريع إسرائيلية كثيرة كتوسيع المستوطنات وإقامة مستوطنات جديدة كـ"مستوطنة عتصيون، ومعاليه أدوميم، ومخطط E1" الهادف لربط مدينة القدس بالمستوطنات الإسرائيلية.
لا يمكن وقف مخططات ومشاريع الاحتلال الإسرائيلية العنصرية بحسب منصور، إلا بثورة عارمة وانتفاضة فلسطينية، إلى جانب ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني ومواجهة الاحتلال على كل الأصعدة المحلية والعربية والدولية، وبالتزامن مع شن حملة دولية لإطلاع العالم على جرائم الاحتلال المخالفة لكل القرارات والقوانين الدولية.