طالبت مسيرة شعبية، خرجت في العاصمة الأردنية عمّان، بعد صلاة الجمعة، بإنهاء إعلان النوايا بين الحكومة الأردنية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وإلغاء اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين، كما طالبوا بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان.
وطالب المشاركون بإسقاط اتفاق "إعلان النوايا" عبر السبل القانونية، مؤكدين في هتافهم أن "الشعب الأردني بكافة أطيافه، يجمع على رفض الاتفاقية مع الاحتلال".
ورفع المشاركون في المسيرة، الأعلام الأردنية والفلسطينية جنباً إلى جنب، ولافتات كتب عليها: "اتفاقية المياه رهن للإرادة الوطنية"، كما طالبوا بالإفراج عن الشبان الذين شاركوا بالفعاليات الرافضة للاتفاقية خلال الأيام الماضية.
ولفتوا الانتباه إلى أن "الحكومة تضرب برغبة الشعب عرض الحائط، وتتجاهل الرأي الشعبي الكاسح الرافض للاتفاق"، واعتبروا أن الحكومة أدخلت بهذا الاتفاق "التطبيع إلى بيوت كل الأردنيين"، عبر اتفاقات الغاز والكهرباء والمياه.
وشدد المشاركون في المسيرة الشعبية الحاشدة التي دعت إليها الحركة الاسلامية وفعاليات حزبية وشعبية وسط حضور أمني كثيف، على ضرورة رفض كافة مشاريع التطبيع مع العدو، وعدم السماح له برهن إرادة الأردن السياسية والاقتصادية.
ووجهوا الدعوة لأعضاء مجلس النواب بالوقوف أمام مسؤولياتهم الوطنية والقومية، ورفض الاتفاق، "كونه يدعم مشاريع الاحتلال الاستيطانية".
وحذر متحدثون خلال الفعالية، من خطورة مثل هذه الاتفاقات على مستقبل الأردن ووجوده؛ "لما فيها من رهن كامل للإرادة والقرار الأردني بيد المحتل".
وطالبوا الحكومة بالتراجع الفوري عن الاتفاق، والبحث عن بدائل أخرى لتوفير لمياه، سواء عبر مشروع التحلية أو الناقل الوطني المحلي، والعمل على بناء المزيد من السدود.
وقال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، مراد العضايلة، أن الاتفاق يمثل عدواناً على الشعب الأردني، مطالباً بـ"ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني بمختلف الوسائل في التصدي للمشروع الصهيوني الخطير الذي يستهدف الأمة"، معتبراً أن "موقف الشعب الأردني الرافض لكافة أشكال التطبيع مع الاحتلال بما فيها اتفاقية الغاز والمياه، يمثل موقفاً رصيناً وثابتاً لديه، لأن الأردنيين يرفضون بيع مقدراتهم وبيع وطنهم للاحتلال الصهيوني".
وقال: "ندعو إلى توحيد الجهود وتجنيد الإمكانات، لإعلان التعبئة ضد التطبيع، والتصدي لمحاولات اختراق المجتمعات العربية، عادًّا التطبيع "أكثر جرمًا وأشد حرمة من ذي قبل".
وتساءل عن "الوصاية الأردنية في القدس المحتلة التي تنتهك كل يوم من قبل المستوطنين في القدس المحتلة".
واعتبر نائب أمين عام حزب الشراكة والإنقاذ، سالم الفلاحات، أن: "اتفاق الطاقة مقابل المياه، من أخطر الوثائق الموقعة على الإطلاق"، مبيناً في تصريحٍ لـ "قدس برس": أن "الأردن أكمل الثالوث (الكهرباء والماء والغاز)، والتي تعتبر مقدرات الدولة الحيوية، وبالتالي تسلم رقبة الأردنيين لرحمة العدو الصهيوني".
وتساءل الفلاحات: "لا أدري كيف يقبل الأردن أن يرهن نفسه لعدو متقلب لم يثبت في يوم من الأيام خلال تاريخه بالوفاء بالوعود".
وأكد أن "الاتفاقية مدانة ومرفوضة، وأنها اتفاقية سياسية طويلة المدى سيكون لها الأثر السلبي على الأردن في القريب العاجل".
فيما شهدت محافظات الكرك ومعان وإربد والزرقاء والطفيلة والعقبة، عدداً من الوقفات الاحتجاجية بعد صلاة الجمعة، للتأكيد على رفض "اتفاقية المياه والكهرباء مع الكيان الإسرائيلي، مطالبين برفض كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال".
وصعدت الفعاليات الشعبية والحزبية في الأردن، خلال اليومين الماضيين، من موقفها الرافض لتوقيع اتفاقية إعلان النوايا بين الأردن وحكومة الاحتلال الإسرائيلي لتبادل المياه والكهرباء، بتمويل إماراتي.
وشهدت محافظات الكرك ومعان وإربد والزرقاء والطفيلة والعقبة، عدداً من الوقفات الاحتجاجية بعد صلاة الجمعة، للتأكيد على رفض "اتفاقية المياه والكهرباء مع الكيان الإسرائيلي، مطالبين برفض كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال".
وتواصل السلطات الأردنية اعتقال عشرات الشبان، الذين شاركوا في فعاليات رافضة لاتفاق إعلان النوايا، الذي وقعته الحكومة الأردنية مع نظيرتها الإسرائيلية، الإثنين الماضي.
ووقّع الأردن والاحتلال الإسرائيلي على هامش معرض إكسبو في دبي، إعلان نوايا للتعاون في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتحلية المياه.
وتنص الاتفاقية على أن يعمل الأردن على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لصالح الاحتلال الإسرائيلي، بينما سيعمل الاحتلال على تحلية المياه لصالح الأردن الذي يعاني من الجفاف.