قائمة الموقع

​هروبًا من الحرّ مع الصيام .. عُمّال ليلهم نهار

2017-06-21T08:14:27+03:00

عمال يقلبون ليل شهر رمضان نهارًا، إذ يتحول ليلهم إلى خلية نحل متقدة النشاط والحيوية، فهم يهربون من حر الصيف والإحساس بالجوع والعطش نتيجة مشقة أعمالهم إلى مزاولتها بعد الإفطار، حيث يجدون في ذلك راحة لا تنغص عليهم استغلال نهار الشهر الفضيل والاستمتاع بعباداته.

وأبرز هذه المهن التي تحتاج إلى بذل جهد كبير ومشقة هي "البناء" وتوابعها، وكذلك مهنة سائق التاكسي، وهي من المهن الحرة التي لا تتقيد بدوام وظيفي معين.

سلامة الصيام

المقاول عبد الله الغفري ( 38 عامًا من مدينة غزة) منذ عدة سنوات غير توقيت عمله في شهر رمضان من النهار إلى ما بعد أذان المغرب، لأن رمضان بات يتزامن مع فصل الصيف، ولصعوبة مهنة "البناء" وحاجتها إلى مجهود بدني عالي فضل العمل في الليل بدل النهار.

تحدث الغفري لـ"فلسطين": "رمضان يأتي في فصل الصيف، وهذا الأمر مرهق لي ولعمالي، وتجنبًا للإرهاق والإصابة بأي حالات مرضية مفاجئة نتيجة ضربات الشمس والإغماء نتيجة فقدان الكثير من سوائل الجسم بسبب التعرق، والحفاظ على سلامة صيامنا؛ آثرت العمل بعد أذان المغرب".

وأضاف: "بعد تناول وجبة الإفطار مباشرة أتوجه مع عمالي إلى المكان الذي نقوم بأعمال بناء فيه، ونستمر في العمل حتى وقت السحور، نتناول وجبة السحور معًا مما جلبناه من بعض الأكل والمياه معنا، ثم نكمل عملنا حتى ساعات الفجر الأولى قبل اشتداد حرارة الشمس، وبعدها نتوقف عن العمل إلى ما بعد الإفطار".

الإضاءة

وتابع الغفري: "مهنة البناء شاقة جدًّا في الأيام العادية، فكيف إذا مورست في شهر رمضان المبارك مع جهد الصيام ساعات طويلة وارتفاع درجات الحرارة، فالعامل يجهد بدنيًّا، وما يعينه على إكمال عمله هو تناوله وجبتي الإفطار والغداء، ولكن في رمضان لا يمكنه ذلك، لذا حفاظًا على صيامه وحسن عبادته أفضل العمل بعد المغرب".

وفي ظل أزمة الكهرباء وانقطاعها ساعات طويلة كيف تتغلب على ذلك في ممارسة عملك؟، أجاب: "في ساعات وصل الكهرباء نستخدم كشافات الإضاءة الكبيرة التي تنير المكان، وفي حال انقطاع التيار الكهربائي نستعيض عن ذلك بتشغيل المولد الكهربائي".

من الإفطار إلى السحور

ومن المهن الأخرى التي يضطر بعض مزاوليها إلى الخروج ليلًا للعمل بدلًا من النهار مهنة سائق التاكسي، ودافعهم إلى ذلك أن حركة الناس تزداد في الشوارع ليلًا، فمعظمهم يؤجلون مشاويرهم إلى ما بعد الإفطار.

تحدث باسل صالح (30 عامًا) عن عمله ليلًا: "منذ خمس سنوات أعمل سائقًا عموميًّا، صحيح أن السائق يبقى جالسًا طوال النهار خلف المقود، لكن اللف في الشوارع طوال النهار مرهق جدًّا، وتزيد مشقته في نهار رمضان مع ارتفاع درجات الحرارة".

وتابع صالح لـ"فلسطين": "في نهار رمضان تقل حركة الناس في الشوارع والأسواق، لذا أقسم وقتي، فأعمل من الساعة التاسعة صباحًا حتى أذان الظهر، ثم أعود للعمل قبل أذان المغرب بساعة، وبعد تناول وجبة الإفطار فورًا أنزل إلى العمل، إذ يبدأ الناس الخروج إلى صلاة التراويح وزيارة الأرحام".

وأضاف: "أستمر في العمل حتى موعد السحور الساعة الثانية فجرًا ويتخللها تأديتي لصلاة التراويح، وأعد هذا الوقت أفضل وقت للعمل إذ يخف الزحام ويقل عدد السيارات في الشوارع، لذا تكون فرصة العمل أكبر من أي وقت خلال النهار".

وتابع: "وأفضل العمل ليلًا هربًا من حرارة الشمس والإحساس بالإرهاق والشعور بالعطش، وأيضًا يكون الجسم وضعه أفضل بعد الإفطار، فيكون هناك طاقة للاستمرار في العمل في ظل اعتدال الجو ليلًا".

اخبار ذات صلة