طرحت شركة هندسية استيطانية مخططا لتغيير شكل الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك "حائط البراق"، على حكومة الاحتلال للموافقة عليه.
وأفادت مصادر مقدسية أن شركة هندل الهندسية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، كشفت عن مخططات لتهويد الحائط الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى.
وأوضحت أن هذه المنطقة تقع بين تلة باب المغاربة والزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى المبارك.
وأشارت المصادر إلى أن عمليات التغيير في هذه المنطقة الواسعة جداً سيتم تخصيصها حسب المخطط لطقوس جماعة "نساء الحائط الغربي" وما تعرف بطائفة "الإصلاحيين" غير المتدينين.
ويتضح من التصميم الذي تم تسليمه للجنة الوزارية في حكومة الاحتلال أنه يتضمن ثلاث طبقات بمساحة 900 متر مربع، بتكلفة 40 مليون شيكل (حوالي 13 مليون دولار).
ويمثل حائط البراق الجزء الجنوبي من السور الغربي للمسجد الأقصى، ويمتد من جهة الجنوب من باب المغاربة باتجاه الشمال إلى المدرسة التنكزية التي حولها الاحتلال الإسرائيلي إلى كنيس ومقرات أمنية، ويبلغ طوله نحو خمسين مترا وارتفاعه نحو عشرين مترا.
ونصب مستوطنون، اليوم الأربعاء، شمعدانا ضخما في ساحة حائط البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك)، استعدادا لما يسمى بعيد الأنوار "الحانوكاة" العبري.
وأفاد شهود عيان، بأن عددا من المستوطنين نصبوا شمعدانا ذهبيا ضخما، لإضاءته بالشموع ليالي الاحتفال بهذا العيد، الذي يبدأ الأحد المقبل، ويستمر لمدة أسبوع.
وتواصل سلطات الاحتلال مخططاتها في القدس المحتلة، في محاولة منها لبسط السيطرة الكاملة على المدينة المقدسة، وتنفيذ مشاريعها الاستيطانية الهادفة لتهويد القدس وتوسيع المستوطنات وربطها ككتلة واحدة.
وفي مقابل عمليات البناء الاستيطاني المتسارع، تتسارع عمليات الهدم والمصادرة لمنشئات ومنازل المقدسيين.
وتتم عمليات الهدم بدعوى عدم الترخيص التي تستخدمها بلدية الاحتلال لمنع التمدد الطبيعي للفلسطينيين والتضييق عليهم ومصادرة أراضيهم لتهويد المدينة المقدسة والسيطرة الكاملة على الأرض.
ومنذ احتلال المدينة عام 1967، هدم الاحتلال أكثر من 2000 منزل في القدس، كما اتبع سياسة عدوانية عنصرية ممنهجة تجاه المقدسيين؛ بهدف إحكام السيطرة على القدس وتهويدها وتضييق الخناق على سكانها الأصليين؛ وذلك من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات التعسفية والتي طالت جميع جوانب حياة المقدسيين اليومية.
ومن بين هذه الإجراءات هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي المنازل والمنشآت بعد وضعها العديد من العراقيل والمعوقات أمام إصدار تراخيص بناء لمصلحة المقدسيين.
وكان قد أكد الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك على أن تغول الاحتلال عبر مخططاته بشق الطرق وبناء المزيد من المشاريع هو أمر ممنهج لتهويد مدينة القدس، معتبرا أن إجراءات الاحتلال بالمدينة المقدسة، غير قانونية وغير شرعية ولا يُقر بها ولن تُكسبه أي حق مهما طال الزمان.