يُصادف اليوم السبت الموافق 20 نوفمبر 2021، الذكرى الـ86 لاستشهاد عز الدين القسام، والذي استشهد عام 1935، حيث يعد القسام عالماً وداعية ومجاهد وقائد فذ.
ولد القسام في بلدة جلبة بمدينة اللاذقية السورية عام 1883م، ورحل إلى الأزهر الشريف بالقاهرة عندما كان عمره أربعة عشر عاماً، حيث تخرج من عام 1906 وعاد إلى بلده ليعمل مدرساً وخطيباً.
عزَّ على الشيخ أن يرى بلده محتلاً من قبل الفرنسيين ينهبون خيراته ويطهدوا شعبه، فأعلن هو وتلاميذه الثورة على الفرنسيين، فطاردوه ليقتلوه، لكنه أفلت منهم وذهب إلى دمشق، ثم غادر إلى حيفا بفلسطين التي كانت تحت حكم الإنجليز، وتولى الخطابة والتدريس في جامع الاستقلال هناك، ومن على منبره أخذ يحرض الناس على الثورة ضد الاحتلال الإنجليزي حتى نجح في تشكيل جماعة مجاهده حملت اسم "العصبة القسامية"، ولما طارده الإنجليز انتقل بعصبته إلى الريف الفلسطيني حتى استقر في "أحراش يعبد" بمنطقة "جنين".
وخاض عدة معارك مع الإنجليز المحتلين واستطاع وعصبته المجاهدة توجيه ضربات مؤلمة للعدو المحتل، وأخيراً طاردته القوات الإنجليزية حتى استطاعت حصاره مع بعض مجاهديه.
وفي "خربة الشيخ زيد" قرب قرية يعبد، اشتد الحصار على المجاهدين حتى ظن العدو أنه نال منهم، فخاطبهم الضابط الانجليزي المحاصر لهم: "استسلموا تنجوا" ، فأجاب عز الدين القسام: "لن نستسلم، هذا جهاد نصر أو استشهاد "، ثم هتف بأصحابه "موتوا شهداء" فصاح المجاهدون " الله أكبر الله أكبر".
ودارت بين الطرفين معركة حامية الوطيس استمرت ست ساعات أسفرت عن مقتل 15 جندياً بريطانياً، واستشهاد الشيخ عز الدين القسام وثلاثة من رفاقه.
استشهد القسام واقفاً كبقية الشرفاء فاحترمه العدو قبل الصديق، حتى أن الضابط الإنجليزي الذي قتله تقدم منه وهو ميت وأدى له التحية العسكرية.
بدورها، تؤكد حركة "حماس" التي يحمل جناحها العسكري اسم الشهيد القسام، أنها تفخر برجل "انطلق من رؤية عميقة تؤمن بأن فلسطين قضية عربية إسلامية يقع واجب الدفاع عنها على عاتق كل عربي ومسلم وليس على الفلسطيني وحده".
وتمكنت كتائب القسام من حصد دعم شعبي محلي وعربي إثر كل عدوان للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بسبب قدراتها على الدفاع عن شعب محتل أعزل، في معارك كان آخر معركة "سيف القدس" التي انتفضت فيها الكتائب لردع الاحتلال عن انتهاكاته تجاه القدس والمقدسيين بعد استغاثة الأخيرين بها عبر مآذن المساجد.