طالب نائب رئيس اتحاد موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عبد العزيز أبو سويرح، مؤتمر المانحين الذي سيعقد اليوم في العاصمة البلجيكية بروكسل، بضرورة توفير ميزانية ثابتة ومستدامة لأونروا.
ومن المقرر أن تنطلق اليوم أعمال المؤتمر الدولي لدعم أونروا الذي ستنظمه المملكة والسويد في بروكسل، واجتماعات لجنة الاتصال المخصصة لتنسيق المساعدات الدولية المُقدمة إلى الشعب الفلسطيني، بهدف دعم الاقتصاد الفلسطيني، في العاصمة النرويجية أوسلو.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المؤتمر يركز على تأمين تمويل مستدام وطويل الأمد للوكالة، بدعم من الدول المانحة.
وأكد أبو سويرح خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، ضرورة وجود ميزانية ثابتة، لضمان تقديم المساعدات للاجئين وإخراج 30 ألف موظف من حالة التهديد الوظيفي في الأقاليم الخمسة، "لا يجوز بقاء الموظفين سنوات طويلة تحت التهديد الوظيفي"، وفق قوله.
وأوضح أن "أونروا" تقدم خدمة إنسانية وإغاثية لأكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني في مناطق متفرقة، وهي الشاهد الوحيد على النكبة الفلسطينية وحق العودة، وهو ما يستدعي ضرورة تقديم الدعم اللازم لها.
وبيّن أبو سويرح أن "أونروا" تتعرض لمحاولات كثيرة لإنهاء عملها وقطع مساعداتها عن اللاجئين في الأقاليم الخمسة، مضيفًا: "نحن نثق بالدول الداعمة للشعب الفلسطيني وقدرة إدارة الوكالة على إقناع المانحين بضرورة استمرار الدعم لها".
وأفاد بأن أونروا تعاني عجزًا ماليًّا في الوقت الراهن يصل إلى 100 مليون دولار، من أجل تغطية احتياجات اللاجئين وتقديم المساعدات لهم وتأمين رواتب موظفيها لشهري نوفمبر وديسمبر خلال العام الجاري.
يشار إلى أن مصدرًا رسميًّا قد صرّح، بأن المؤتمر الذي تشارك فيه الأطراف الدولية المانحة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، يهدف لإنجاز خطة استراتيجية، لضمان تنويع مصادر الدخل، وتوفير دعم مالي مستدام للوكالة، يمكنها من التغلب على المصاعب المالية السنوية نحو إدارة موازنة على مدار ثلاثة أعوام مقبلة.
في سياق ذي صلة، لفت أبو سويرح، إلى أن الخطوات التصعيدية التي أقرّها اتحاد الموظفين ستستمر في حال استمرار تنصل إدارة الوكالة وعدم الاستجابة لمطالب الموظفين واللاجئين.
وأشار إلى أن اتحادات الأقاليم الخمسة ستعقد اجتماعًا خلال الأيام القادمة لتدارس الخطوات القادمة ومستجدات الحوار مع الوكالة، لافتًا إلى أن الاتحاد عقد أمس اجتماعًا مع إدارة الوكالة.
وبيّن أن الوكالة تعاني عدم ثبات الدعم المقدم لها من الدول المانحة، إذ تُقلَّص تلك المبالغ في كل عام عن سابقه، الأمر الذي ينعكس سلبًا على الموظفين واللاجئين والخدمات المقدمة لهم.
وبحسب أبو سويرح، فإن خطوة الأمم المتحدة بتمديد عمل أونروا ثلاث سنوات قادمة "إيجابية" على الصعيد السياسي، لكن ينقصها غطاء مالي.
وانتقد أبو سويرح سلوك إدارة أونروا القائم على عدم الضغط على الدول المانحة بضرورة استمرار الدعم المالي المقدم، عادًّا قبول تقليص الموازنات سيترتب عليه مزيد من الإشكاليات، خاصة في ظل زيادة السكان الطبيعية وحاجة الوكالة لمزيد من الموظفين، لتقديم خدمات أفضل.
وأوضح أن عدم توظيف كوادر جديدة يزيد الأعباء الملقاة على عاتق الموظفين الموجودين حاليًا، منبّهًا إلى وجود 2500 موظف بطالة وعقد يعانون عدم الاستقرار الوظيفي.
ونبّه إلى أن إدارة الوكالة تعتدي على حقوق الموظفين المثبتين، بعدم احتساب العلاوة السنوية التي نصّ عليها قانون العمل، لافتًا إلى أنها لم تنفذ وعودها بحل الأزمات منذ عام 2017، مثل تثبيت الشواغر الوظيفية وتقليص نسبتها إلى 7.5%، وتثبيت عقود (LDC).