قائمة الموقع

بأسلوب "كوكي داما" الياباني ينتج "بلانتيكا" ديكورات نباتية

2021-11-16T10:42:00+02:00

شغفها وعشقها للطبيعة بكل تفاصيلها جعلاها تغوص في هذا العالم، لتكتشف أسرار زراعته؛ توقفت كثيرًا عند التجربة "اليابانية"، تمضي أجمل لحظات حياتها بين الزهور والنباتات أسيرة مشتل يمتد على مساحةِ دونم، لا تحب الخروج من قضبانه.

لعل الغريب في قصة لبنى الأغا (44 عامًا) أن مجال هوايتها ومشروعها الخاص، بعيد كل البعد عن تخصصها العلمي فهي حاصلة على بكالوريوس "علم نفسي" وتدرس ماجستير "إرشاد نفسي"، دفعتها هوايتها وعشقها للطبيعة للتنازل عن "وظائف بمؤسسات دولية" للتفرغ لتربية أبنائها، لكن حينما تسلل الفراغ إلى حياتها، رجعت إلى حلمها، وأنشأت "المشتل الزراعي" واستحدثت فكرة "الديكورات النباتية".

في ركن خاص بمعرض "مرايا" أعلنت لبنى عن ولادة مشروعها الجديد "بلانتيكا"، تضع أفكارها الزراعية بطريقة فنية داخل جرار بيضاء من البورسلان تعتلي قواعد حديدية مذهبة، تضفي جمالًا على شكل نبتة تحيط بها تشكيلات متنوعة من النباتات الورقية المُجلسة في جرار وقوارير مختلفة الأحجام، يمكن حمل العديد منها كهدايا تذكارية للأصدقاء والأحبة.

ففي كأس زجاجية تزينها نبتة خضراء أرفقت كرت معايدة كتب عليه: (grow Watch our love) "شاهدوا حبنا كيف يكبر".

أساليب فريدة

تعمل لبنى على فكرة فريدة، وهي الجداريات النباتية الحية، بنظام ري وتسميد ذاتي، إذ قد تكون مدمجة بحوض أسماك زينة ومن خلال ماء الحوض يحصل النبات على ما يحتاج إليه من المياه، أو من خلال "قوارير" ترشيح بنظام خاص.

تتلوى خيوط "الخيش" حول ألياف نخيل لتغطيها بالكامل فتصبح مثل كرة صوف، بداخلها تربة ونبتة ورقية، تعرف هذه الطريقة الزراعية باسم "كوكي داما" وهو مصطلح دارج في اللغة اليابانية ويعني الزراعة دون جرار، كما تقول لبنى.

وتضيف: "يستخدم فيها اليابانيون نوعًا معينًا من الطحالب وفي بعض الدول يستخدمون ألياف جوز الهند، لكني قمت باستخدام ألياف النخيل بصفتها بديلا متاحا في البيئة الفلسطينية، وأجريت تجارب على عينات ونجحت، ميزتها أنها لا تحتاج للري كثيرًا".

وإذ يشتكي كثير من الناس من موت نباتات الزينة في المنازل والتي قد يكون ثمن بعض الأنواع منها مرتفعًا، تعمل لبنى على حل تلك الإشكالية، مشيرة إلى حوض زراعي من الفخار وضعت بداخله جرة فخارية صغيرة تعمل معيارا للماء، وتحاول من خلاله إيجاد حل لمشكلة موت النباتات نتيجة تعرضها لكميات كبيرة من المياه، "أولا من خلال التربة، إذ تختلف النوعية المطلوبة من نبات لآخر، ثانيا الري، فمن خلال أكواب ري معيارية تغرس بالتربة يمتص النبات احتياجاته إلى الماء، وهذه الأكواب تعمل بنظام الضغط الأسموزي، حيث يرشح الماء للأسفل عندما تجف التربة"، هذه طريقة مبتكرة تعتقد أنها ستحل المشكلة.

إضافة لذلك، تضع لبنى أكياس "صرف" شفافة بداخلها صدف البحر، توضع أسفل القوارير التي لا يوجد بها فتحات تصريف مثل البورسلان لتجميع المياه الزائدة، وتقوم فكرتها على عدم تجميع المياه في قاع الجرة حتى لا تتعفن الجذور.

حلم مهدد

وترفق لبنى نباتاتها بورقة تعليمات توضح كيفية العناية بالنبتة التي تحملها كل جرة، وكمية الإضاءة التي تحتاج إليها النبتة، والري ونسبته في كل فصل، ودرجة الحرارة التي تحتاج إليها، والرطوبة إن كانت مناسبة للنبتة أو لا، والتربة، وطريقة التسميد، والإكثار، وأيضًا إشارة تحذير إن كان النبات سامًا، وأيضًا تحتوي على شرح لأسباب سقوط الأوراق السفلية أو بهتان لونها.

وفي مشروعها الجديد تعرض لبنى نبات الزينة الداخلية، لكنها تكثر من نبات الزينة الخارجية في مشتلها، وتركز على الأنواع الجديدة والنادرة غير الموجودة كثيرا في قطاع غزة، لكن هددت حياة حلمها كما هددت حياتها، "ففي الموسم الماضي كان لدي 12 حاضنة تشتيل – للأسف – أغلبها تضرر في العدوان الإسرائيلي على غزة في مايو/ أيار الماضي، لكوني لم أستطع الوصول للمشتل لريها"، وعلى الرغم من ذلك تحاول إعادة الحياة للمشتل بعد الخراب الذي أصابه.

وتستخدم لبنى نظام التسميد العضوي مستفيدة من مخلفات البيت والمشتل. غرست يدها في كيس السماد حاملة عينة منه في كفة يدها تشرح طريقة إنتاجه: "هذا السماد يضم طبقتين: الأولى من الكربون وهي من مخلفات المشتل، مثل الأوراق المجففة، الكرتون، النجارة، والثانية من النيتروجين مثل مخلفات البيت من قشور الفواكه، والخضراوات، والبيض، وتفل الشاي والقهوة".

اخبار ذات صلة