لم تترك كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسيلة قتالية محلية إلا واستخدمتها، خلال مسيرتها الجهادية ضد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.

قنابل وأسلحة خفيفة استخدمها مقاتلو الكتائب خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م، وصولًا إلى العمليات المسلحة والاستشهادية والقذائف الصاروخية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000م.

واستخدمت القسام قذائفها الصاروخية استخدامًا لافتًا خلال تصديها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر (2008-2009م)، إذ وصل مداها إلى نحو 17 كيلومترًا، أي أنها وصلت إلى المستوطنات المحيطة بالقطاع.

وفي عام 2009 بدأت المعادلة تتغير، إذ طال مدينة بئر السبع المحتلة قصف القسام، علمًا أنها تبعد (35-40) كم عن غزة.

لكن العدوان العسكري الثاني في نوفمبر 2012م، الذي اندلعت شرارته عقب اغتيال نائب القائد العام لكتائب القسام الشهيد أحمد الجعبري؛ مثّل محطة لافتة في تاريخ النضال الفلسطيني.

وأطلقت القسام "معركة حجارة السجيل" على العدوان الذي دام 8 أيام، وشهد ميلادًا لأسلحة مطورة بجهود ذاتية شكلت علامة فارقة في "التسلح العسكري" للقسام كان لها ما بعدها.

وشهد الرد القسامي على اغتيال الاحتلال القائد الجعبري إطلاق الكتائب أول مرة صاروخها المصنع محليًّا نحو "تل أبيب" ومدينة القدس المحتلة، وحمل اسم (m75) نسبة للشهيد المفكر الدكتور إبراهيم المقادمة، ووصل مداه إلى 80 كيلومترًا.

أيضًا شهدت المعركة إطلاق القسام أول مرة كذلك صاروخ (J80)، نسبة للقيادي الشهيد الجعبري.

وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة صيف 2014م تمكنت القسام من قصف مدينة حيفا المحتلة بصاروخ "R160" (تيمنًا بالشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي)، إذ وصل مداه إلى 160 كيلومترًا، وعده خبراء عسكريون تحولًا نوعيًّا جديدًا في قدرة القسام.

ولم تتوقف مسيرة التطوير لصواريخ القسام، فخلال العدوان الإسرائيلي على القدس والمسجد الأقصى وقطاع غزة، في أيار (مايو) 2021م؛ أطلقت الكتائب صواريخ جديدة ذات أمداء بعيدة.

وأطلقت القسام على ذاك العدوان معركة "سيف القدس"، وأطلقت نحو 100 صاروخ باتجاه مدينة "تل أبيب"، فضلًا عن إطلاق صواريخ "A120" (تيمنًا بالشهيد القائد القسامي رائد العطار)، وصاروخ "عياش 250" (تيمنًا بالشهيد المهندس يحيى عياش).

كما أطلقت القسام خلال المعركة صواريخ " SH85" (نسبة للشهيد القائد محمد أبو شمالة) التي ضربت "تل أبيب"، ومطار اللد (بن غوريون)، معطلةً الملاحة فيه.

وفي "سيف القدس" أيضًا وصل نحو 50% من صواريخ المقاومة، التي جابت سماء فلسطين المحتلة، إلى مستوطنات الاحتلال.

واستطاعت القسام بقذائفها الصاروخية الوصول شمالًا إلى "تل أبيب"، وأطلقت طائرات مسيرة، وحاولت شن هجوم بحري بغواصة بحرية.

وعلق المحلل الأمني المعني بشؤون الصواريخ في الشرق الأوسط، فابيان هينز، على تطور قدرات القسام قائلًا: "معظم صواريخهم الحالية مشيدة محليًّا، بتقنيات إبداعية غالبًا".

وبثت شبكة الجزيرة الإعلامية في سبتمبر 2020 لقطات نادرة لمقاتلي حماس خلال إعادة تجميعهم صواريخ إيرانية بمدى يصل إلى 80 كيلومترًا، ورؤوس حربية محملة بـ175 كيلوغرامًا من المتفجرات.

وأظهرت الجزيرة استخراج مقاتلي القسام مواد متفجرة من صواريخ إسرائيلية غير منفجرة، واستخدامهم أنابيب المياه القديمة الإسرائيلية (من مستوطنات غزة التي دحرتها المقاومة عنها عام 2005م) وتحويلها إلى أجسام صاروخية.

ويستخدم مهندسو حماس الوقود والأسمدة، ومكونات أخرى في صنع قذائفهم المحلية.

وكشفت الجزيرة أيضًا النقاب عن تمكن وحدة الضفادع البشرية التابعة للقسام من الوصول إلى بقايا مدمرتين بريطانيتين، غارقتين في سواحل قطاع غزة منذ الحرب العالمية الثانية.

وأطلقت كتائب القسام أولى قذائفها عام 2001، ولم يتجاوز مداها 3 كيلومترات فقط، برأس متفجر صغير جدًّا.

وفي عام 2002 ظهر صاروخ القسام (2)، ووصل مداه إلى 12 كم في حده الأقصى، وفي عام 2005 وصل صاروخ القسام إلى مدى 15ـ17 كيلومتر، وفي عام 2006 ظهر صاروخ "قدس 3" المطور عن صاروخ "غراد" الروسي، المعروف لدى أغلبية الناس باسم "كاتيوشا".

ومنحت هذه القذائف الصاروخية المقاومة القدرة على ضرب مدينتي "عسقلان" و"أسدود" المحتلتين.