قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس": إن "صورة القائد أحمد الجعبري لا تزال حية في أذهان الفلسطينيين يوم صفقة وفاء الأحرار، بيد قابضة على الجندي الأسير جلعاد شاليط، وأخرى ترسم صورة النصر الكبير لشعبنا ومقاومته الباسلة، لينسج منها خيوط الأمل بفجر حرية قريب لأسرانا الأبطال".
جاء ذلك في تقرير مطوّل، أصدرته الحركة، اليوم الأحد، بمناسبة الذكرى التاسعة لاستشهاد نائب القائد العام لـ "كتائب القسام" أحمد الجعبري، والذي يوافق 14 تشرين ثاني/نوفمبر من العام 2012، استعرضت من خلاله أبرز إنجازاته ومسيرته حتى استشهاده.
ووصفت الحركة في تقريرها الجعبري بأنه "مهندس صفقة وفاء الأحرار، وصاحب التحول الاستراتيجي في تطور المقاومة الفلسطينية وأدائها العسكري"، مشيرة إلى أن استشهاده "مثّل تحوّلا كبيرًا في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي".
انضمامه للحركة
وقالت الحركة: "بدأ القائد الجعبري مشواره الجهادي مبكرًا، فاعتقله الاحتلال مع بداية الثمانينيات، ليمضي 13 عامًا في سجون الاحتلال بتهمة انخراطه في مجموعات عسكرية تابعة لحركة فتح خططت لعملية فدائية ضد الاحتلال عام 1982".
وأوضحت أنه خلال فترة سجنه التحق بصفوف حركة "حماس"، وساهم بعد خروجه من السجن مع الشيخ صلاح شحادة والقائد محمد الضيف في إعادة تشكيل "كتائب القسام"، ليعتقله جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية عام 1998 مدة عامين بتهمة علاقته بالجناح العسكري للحركة.
وأشارت إلى تعرض الجعبري للعديد من محاولات الاغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي، أبرزها تلك التي نجا منها بعد إصابته بجروح عام 2004، بينما استشهد ابنه البكر محمد وشقيقاه وثلاثة من أقاربه، بعد استهداف طائرات الاحتلال الحربية منزله في حي الشجاعية.
وبيّنت أن الجعبري، أسهم في إحداث نقلة نوعية في أداء "كتائب القسام" والمقاومة الفلسطينية وقدراتها، وذلك من خلال حجم الرد النوعي وغير المسبوق في تاريخ المقاومة الفلسطينية في معركة "حجارة السجيل" وما أعقب جريمة اغتياله.
مهندس الصفقة
وأكدت الحركة أن الجعبري، كان ممن أشرفوا على عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في الخامس والعشرين من حزيران/يونيو 2006، خلال عملية "الوهم المتبدد"، واتهمه الاحتلال بالوقوف وراء العملية.
وأشارت إلى أن "الجعبري أدار ملف التفاوض غير المباشر مع الاحتلال في صفقة وفاء الأحرار بنفس طويل ورباطة جأش، منتزعًا أكبر قدر من المطالب بعد الاحتفاظ بشاليط خمسة أعوام داخل غزة، فشل خلالها الاحتلال في التوصل لأي معلومة عنه".
وتوجت جهود الجعبري بإبرام صفقة تبادل أسرى أُفرج خلالها عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا على دفعتين مقابل الإفراج عن الجندي شاليط، في أبهى صورة لانتصار المقاومة على الاحتلال ليسجل إنجازًا غير مسبوق في تاريخها.
شهادة غيّرت معادلة الصراع
وقالت الحركة إن "الاحتلال ظنّ باغتياله القائد أحمد الجعبري (من خلال استهداف مركبته، وسط مدينة غزة، بصواريخ أطلقت من مقاتلات حربية إسرائيلية) سينعم بواقع جديد تتدهور فيه المقاومة وتنحسر، ويكون بذلك قد حقق ردعًا للمقاومة باغتيال أحد أبرز قادتها، لكن لم تمضِ ساعات فقط حتى جاء الرد".
وأشارت إلى قصف "تل أبيب" لأول مرة في تاريخ الصراع، مشيرة إلى أنه "كان ثمن محاولة الاحتلال تغيير قواعد الاشتباك، لتبدأ بعدها المقاومة معركة حجارة السجيل والتي استمرت لثمانية أيام فجرت خلالها العديد من المفاجآت التي أظهرت تطور قدرات المقاومة وتعاظمها".
وبيّنت أنه "وفاء لقائد أركان المقاومة أحمد الجعبري أعلنت كتائب القسام خلال معركة العصف المأكول عن إدخالها صواريخ "j80" إلى الخدمة، وكشفت أن تسميتها جاءت تيمنًا بالقائد أحمد الجعبري".
وأعلنت "كتائب القسام" أنها قصفت تل أبيب بصواريخ من طراز "j80" محلية الصنع خلال معركة العصف المأكول، وتحدت الاحتلال أن لم يتمكن من اعتراضها.
يُشار إلى أنه في 14 تشرين ثاني/نوفمبر من عام 2012، شنّ الاحتلال الإسرائيلي، حرباً على قطاع غزة، استمرت ثمانية أيام، وتعتبر الثانية على قطاع غزة خلال الأعوام الـ(12) السابقة، بعد الحرب الأولى التي شنتها نهاية كانون أول/ ديسمبر 2008.
وقصفت "كتائب القسّام"، لأول مرة مدينتي القدس و"تل أبيب" بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بصواريخ محلية الصنع، كما أعلنت حينها عن تمكنها من قصف مواقع وبلدات إسرائيلية بـ 1573 قذيفة صاروخية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عن استشهاد 162 فلسطينيًا، وإصابة نحو 1300 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلن الاحتلال مقتل ستة إسرائيليين، وجرح 240 آخرين.