قائمة الموقع

"مرايا فلسطينية 16".. فرصة الريادين لإظهار إبداعاتهم

2021-11-13T10:02:00+02:00
مرايا فلسطينية

على لوحة سوداء اللون مربعة الشكل، غرس الشاب مهند شاهين أوتاد مجموعة من "المسامير" داخل حدودها ثم أخذ يُشبّك خيوط باللون الأخضر استغرق العمل منه قرابة 60 دقيقة، إلى أن بدأت التفاصيل الأولية لهيكل "كاميرا" بالظهور.

في منتصف تلك الخيوط، أخذ يرسم تفاصيل "عدسة الكاميرا" التي تتخذ شكلا دائريًّا على الطريقة ذاتها بخيوط بيضاء اللون، أما في أعلى المجسم، فدقَّ مسامير وخيوطًا صفراء كوّنت "أزرارها".

هذه اللوحة شكلتها أنامل الشاب "شاهين" الذي أنهى من عمره 22 عاما، وهو خريج تخصص "تسويق" من جامعة القدس المفتوحة في غزة، لم تكن الوحيدة بل يشاركها مجموعة من اللوحات الفنية التشكيلية الأخرى، إذ كانت تتكئ بجانبها لوحة جسّدت وجه الرئيس الراحل ياسر عرفات باللون الأسود، وأخرى لوردتين خضراء وبيضاء.

تلك اللوحات نفذها "شاهين" ضمن مشروعه "مسمار وخيط"، كانت حاضرة في زاوية مُخصصة داخل معرض "مرايا فلسطينية 16"، المُقام على أرض الشاليهات جنوب غرب مدينة غزة، واختتم أعماله أمس، وفيه سلط الضوء على مشاريع ريادية تخدم فئات مجتمعية عديدة ومنوعة.

يوضح شاهين لصحيفة "فلسطين" التي زارت المعرض، أن هذا الفن يطلق عليه اسم "فن السلسلة" ويتمثل بالرسم بالمسامير والخيوط، مشيرًا إلى أنه يُجسد ذلك في لوحات متعددة مثل التراث الفلسطيني وغيرها من الرسومات.

ويقول إنه بدأ بممارسة هذا الفن في الخامسة عشرة من عمره، لكنه سخرها إلى مشروعٍ منذ 4 سنوات، ويرّوج مشغولاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويبيّن أنه اتجه إلى هذا المشروع نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة وارتفاع أعداد الخريجين الذين انضموا إلى طابور البطالة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 14 سنة.

ويأمل أن تكون هذه المشاركة في المعرض بارقة أمل لتعريف الناس بهذه المنتجات، وعرضها على أرض الواقع بدلًا من مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يتزامن مع سوء الأوضاع الاقتصادية في القطاع.

متعة وتفريغ للطاقة

ويضم المعرض زوايا متعددة ومشروعات لرياديين فلسطينيين، تختص في صناعة المجسمات الخشبية والتطريز والمأكولات والمعجنات والكيك والملابس والعطور والمستلزمات الطبية وغيرها من المشاريع والإبداعات الأخرى.

ويمثل المعرض فرصة لأصحاب المشاريع الصغيرة لترويج منتجاتهم وإظهار ابداعاتهم للمواطنين على أرض الواقع، بعدما اتبع معظمهم طرق التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل صعوبة استئجار محالات تجارية في الوقت الراهن.

في جانب آخر من المعرض، عرضت الشابة فاطمة العرقان (35 عامًا) مشغولات "فطوم. فوم"، إذ أنها تُتقن الأشغال اليدوية من الورق المقوى "الفوم" وأحيانا من الأخشاب والصوف.

برزت موهبة العرقان التي تقطن من مدينة رفح جنوب القطاع، وهي في عُمر الرابعة عشرة، حيث دأبت على تصنيع الأشكال المختلفة مثل "الورود والهدايا"، إضافة إلى التجهيزات المتعلقة بالأفراح والمواليد.

وتقول العرقان وهي خريجة تخصص "إدارة أعمال وأتمتتة مكاتب"، إن هذه المرة الأولى التي تشارك فيها بمعارض ريادية، مشيرةً إلى أنه بدأت تطوير موهبتها قبل 4 سنوات، وتحويلها إلى مشروع ريادي.

وتوضح أن ممارسة هذه الهواية بالنسبة لها "مُتعة" ووسيلة لتفريغ طاقتها، حيث لا تكل ولا تمل منه، وقد تمضي أكثر من 8 ساعات من أجل انجاز شكل مُحدد.

وتُبين أن إنجاز ما يتعلق بالأفراح والمناسبات يُدخل السعادة والراحة النفسية في قلبها، نظرًا لردود الفعل الإيجابية التي ترتسم على المواطنين والأطفال.

وتوجه نصيحة لمن يمتلك موهبة من الشباب والفتيات، قد تعود عليه بالفائدة النفسية والمعنوية، بأن يُطوّرها كي يخرج من الحالة النفسية السلبية التي يعانيها، وعدم الالتحاق بركب البطالة.

هواية تحمل رمزية

لم يختلف الحال كثيرًا لدى الشابة مي النجار (38 عامًا) جلست خلف طاولة مُربعة، تناثرت عليها أشكال ومطرزات يدوية تحافظ من خلالها على التراث الفلسطينية وتقاليده.

وتروي النجار أنها تمتلك موهبة التطريز منذ الطفولة، لكنها بدأت العمل الفعلي فيها قبل 10 سنوات بصناعة الهدايا والمُطرزات التراثية.

وتؤكد أن هذه الهوية تُعبر عن رمز وهوية الشعب الفلسطيني وتراثه القديم، وتسعى لترسيخه في أذهان المواطنين، لافتةً إلى أنها تتقن تطريز الكوفية الفلسطينية والعلم الفلسطيني وغيرها من المطرزات.

وتشير إلى أنها شاركت في معارض ريادية سابقة، لكنها تأمل أن يشكّل هذا المعرض رافعة بالنسبة لها وتعريف الناس بمنتوجاتها أكثر، بالإضافة إلى الحفاظ على التراث الفلسطيني وإبقائه حيًا في ذهن كل كبير وصغير.

صنارة وصوف

في حين تقول الشابة عائشة الحزّقي (27 عامًا) المشاركة في المعرض وتمتلك مشروع "كروشيه غزة"، الذي يقوم على صناعة ألعاب وملابس الأطفال عن طريق "الصنارة والصوف".

وبدأت الحزّقي وهي خريجة لغة عربية من جامعة الأقصى، في هذا المشروع منذ أربع سنوات، وهذه هي المرة الأولى التي تشارك في معرض للمشغولات، "وآمل أن تُكلل بالنجاح".

وتوضح أنه يكثر الطلب على "الشالات النسائية" خاصة في فصل الشتاء، وملابس الأطفال، إذ يشكل هذا المشروع بالنسبة لها هواية ومصدر دخل.

وتحث في رسالة للخريجين والخريجات، على التوجه للمجالات المهنية والانطلاق منها في مسيرتهم العملية، في ظل ارتفاع أعداد خريجي الجامعات الذين يصطفون إلى طابور البطالة.

اخبار ذات صلة