بينما علَّق مجلس اتحاد طلبة جامعة القدس أبو ديس، أمس، الدراسة وحتى إشعار آخر بسبب تجدد إطلاق النار في محيط الجامعة، حمّلت الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس، أجهزة أمن السلطة المسؤولية الكاملة عن حالة الانفلات الأمني.
وأكد اتحاد مجلس طلبة الجامعة، تعليق الدراسة حتى إشعار آخر.
ومساء أول من أمس، شهد محيط جامعة القدس في أبو ديس إطلاق نار كثيف، ما دفع مجلس اتحاد الطلبة في الجامعة إلى الإعلان عن "تعليق الدوام مع عدم التواجد" في الجامعة.
وحمّل المجلس حكومة رام الله وأجهزة أمن السلطة وعلى رأسها وزير الداخلية ورئيس الوزراء محمد اشتية، المسؤولية الكاملة عن الانفلات الأمني الحاصل في محيط الجامعة، متهمًا إياها بـ"التقصير الواضح والفاضح بعدم التواجد في منطقة يصل تعدادها السكاني إلى أكثر من 40 ألف نسمة".
وطالب المجلس القوى الوطنية والإسلامية والمجالس المحلية بالتدخل لحل الأزمة وقطع الطريق على كل من يريد أن يجعل هذا الصرح العلمي الشامخ ساحةً لتصفية الحسابات والقتال.
وتعيش الجامعة في الفترة الأخيرة "فلتانًا أمنيًا" بحسب بيان أصدرته أخيرًا.
وكانت "مجموعة من المقنعين" أقدمت في وقت سابق على "تحطيم وإطلاق النار على عدد من السيارات التي تعود ملكيتها لعاملين وطلبة وضيوف في الجامعة"، ما دفع إدارة الجامعة لتعليق الدوام.
والأحد الماضي أعلنت الجامعة إنهاء تعليق الدوام الذي تم الإعلان عنه في وقت سابق، لتستأنف الدوام وفقًا للبرنامج الاعتيادي ابتداءً من صباح الاثنين الماضي.
وكان ذلك على إثر إطلاق ملثمين النار بالهواء أمام الجامعة، وتوزيع مناشير تطالب السيارات التي تعود لطلبة الجامعة بعدم الاصطفاف على أطراف الطريق أو سيتم حرقه.
وقالت الجامعة حينها إنها "تستنكر بأشد العبارات الاعتداء الذي وقع على مداخلها إضافة إلى حالة الذعر التي تسبب بها المشهد من الانفلات الأمني الذي لم يعتده أي مجتمع جامعي ولم تعتده المنطقة التي لطالما تميزت بترابطها وتكاملها مع الجامعة".
وطالبت حينها بـ"الإيعاز لجهات الاختصاص كافة، على رأسها الحكومة ووزارة الداخلية، والأجهزة الأمنية، لوضع حد لهذا التطاول والانتهاك الذي تتعرض له المؤسسة الوطنية الأكبر في العاصمة القدس، كما وتناشد محافظة القدس وكافة القوى والفعاليات الرسمية والشعبية في القدس عامة وفي المجتمع المحلي خاصة، إنهاء هذه الحالة، وإعادة الأمان للمجتمع الجامعي والمحلي".
من جهتها، أدانت الكتلة الإسلامية في جامعة القدس "الاعتداءات السافرة" بحق حرم جامعة القدس وطلابها وتهديد أمنهم والسلم الأهلي في البلدة والمنطقة.
وحملت الكتلة الإسلامية في بيان لها، وصلت "فلسطين" نسخة عنه، أمس، المسؤولية المباشرة عن تدهور الحالة الأمنية في الجامعة ومحيطها لأجهزة أمن السلطة، متهمة إياها بالتقاعس عن القيام بدورها وواجبها.
وقالت: "إن دخول عناصر مسلحة إلى الحرم الجامعي وإطلاق النار سابقة خطيرة تستدعي محاسبة الحرس المسؤول عن حماية الحرم الجامعي".
وأضافت أن إخلاء الطلبة من المكتبة بالصورة التي تمت ودفعهم نحو الشارع العام وتعريضهم للخطر الشديد زاد المشهد خطورة وهدد حياتهم مما يستدعي تشكيل لجنة تحقيق تقف على تفاصيل الحدث ومحاسبة المقصرين.
وطالبت الكتلة الإسلامية إدارة الجامعة بالوقوف عند مسؤولياتها ونزع فتيل الأزمة وسحب الذرائع والانخراط الجاد في حل الأزمة، "فهي جزء من الحل، فجامعتنا صرح علمي وليست ساحة صراع وتصفية للحسابات".
وأكدت أن أساس العملية التعليمية وديمومتها وازدهارها يرتبط بتوفر البيئة الآمنة والمناسبة لها، مشيرة إلى أن "قرارنا مع الحركة الطلابية بتعليق الدوام نابع من حرصنا على سلامة الطلبة"، ولمطالبة إدارة الجامعة بعدم العودة إلى الدوام الوجاهي قبل ضمان سلامة الطلبة والعاملين وممتلكاتهم.
ودعت العقلاء وأهل الحل في القدس وبلدة أبو ديس للمسارعة في حل الخلافات وتجنيب الطلبة نار الاقتتال والصراع، قائلة: "هؤلاء الطلبة هم أمانة في أعناقكم، وهم ضيوف المدينة وأبناؤها وما عهدناكم إلا كرامًا وأهلاً للشهامة والمروءة".