اعترف الاحتلال الإسرائيلي عبر دراسة تحليلية أن جهاز ما يسمى (الأمن الداخلي) للاحتلال والمعروف باسم (الشاباك) هو من أنسأل صفحة "بدنا نعيش على مواقع التواصل الاجتماعي الموجهة عبر حراك "خفي" موجه إلى سكان قطاع غزة.
جاء في دراسة مثيرة نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية دراسة للبروفسور الإسرائيلي هليل كوهين، وحملت عنوان: "لايك للاحتلال، ماذا يمكن التعلم من صفحات الفيسبوك التي يديرها مُركّزو الشاباك؟"، توضح آلية عمل مخابرات الاحتلال مع الشعب الفلسطيني، وكيف يتم استثمار صفحات مواقع التواصل للتأثير في الرأي العام وتغيير القناعات وإدارة حرب نفسية، واستدراج المواطنين لأخد معلومات، وتشويه صورة النضال الفلسطيني، وحتى تجنيد العملاء لصالح مخابرات الاحتلال
وأكدت الدراسة: "إن الهدف من إنشاء هذه الصفحة هو تأليب المواطنين القاطنين في قطاع غزة على المقاومة الفلسطينية"، مشيراً إلى أن أنشأ هذه الصفحة عبر موقع فيسبوك بالعربية في صيف عام 2016، واختار لها عنوان وصفته الدراسة نفسها بأنه "مراوغا للغاية".
وعزت سبب اختيار هذه التسمية إلى أن الفلسطينيين سكان الأراضي المحتلة يستخدمون هذه العبارة للتعبيرعن سئمهم من الصراع المستمر مع الاحتلال، وعن رغبتهم إعالة أسرهم فقط، مضيفةً:" كانت هذه رسالة مهمة للفلسطينيين من على صفحة الفيسبوك الخاصة بالشاباك مفادها التالي: يجدر بكم، أنتم أيها الفلسطينيين، الانشغال بتحسين مستوى معيشتكم، بدلًا من الانشغال بالسياسة".
وتابعت الدراسة التي نشرها الاحتلال في وقت سابق، أنه وبعد مررو حوالي سنتين على إنشاء هذه الصفحة، انضم إلى نشاطها ضباط شاباك ميدانيون، باشروا بنشاط علني على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث قام نحو ما يقارب الـ 30 مركّزا من جهاز الشاباك برفع مئات المنشورات من على صفحاتهم، وحظوا بمتابعة وتعقيب آلاف الفلسطينيين".
وبينت الدراسة أن الهدف من هذه الصفحات هو " شرعنة الحكم العسكري الإسرائيلي والاستيطان في الأراضي المحتلة، من خلال خلق عالم فيسبوكي وهمي، خالٍ من الاحتلال ، يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون في الضفة الغربية، بهدف إيهام الفلسطينيين بأن مقاومة الحكم العسكري الإسرائيلي، هي مقاومة للسلام".
وشرحت الدراسة كيف يستغل ضباط الشباك ومراكزه المتعددة نقاط ضعف الفلسطينيين سواء في حاجتهم للعمل أو السفر للعلاج وغيرها من الاحتياجات الإنسانية، وقلب الحقيقة التي تظهر انتهاكات الاحتلال الجلية وجعلها مساعدات (في الحقيقة هي وهمية) وهدفها فقط خداع السكان في قطاع غزة.