فلسطين أون لاين

تقرير باعتقال أبرز صحفييها.. السلطة تساعد الاحتلال على إجهاض مقاومة "بيتا"

...
صورة أرشيفية
نابلس - غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

تتمسك السلطة ورئيسها بالمقاومة الشعبية دون المسلحة في الضفة الغربية المحتلة، غير أن سلوكها الميداني يُناقض تلك "الشعارات".

وبدلًا من دعم السلطة للمقاومة الشعبية المميزة في بلدة "بيتا" جنوبي نابلس؛ رفضًا للاستيطان، تحاول حاليًّا وأد تلك المقاومة عبر سلسلة اعتقالات للنشطاء والصحفيين الفعالين في البلدة.

واعتقلت أجهزة السلطة، الخميس الماضي، الصحفي نسيم معلا الذي يمثّل دورًا بارزًا في نقل الأحداث والفعاليات في بيتا.

اعتقال غير مبرر

وقال محمود معلا شقيق (نسيم) المعتقل: إن العائلة لا تستطيع "استيعاب" قيام أمن السلطة باعتقاله، فهو لم يسبق أن اعُتقل على أي قضايا سواء سياسية أو جنائية، مشيرًا إلى أنهم حتى الآن لم يتمكنوا من زيارته أو معرفة ظروف اعتقاله.

وأكد نسيم أن شقيقه الصحفي ليس لديه أي انتماءات سياسية، "هو فقط صحفي، ولمع اسمه خلال أحداث بيتا الأخيرة حيث أسهم في نقلها عبر وسائل إعلام مختلفة محلية ودولية على مدار الساعة".

وأشار إلى أن شقيقه لكونه من سكان بلدة بيتا فإنه كرّس وقته لدعم صمود أهالي البلدة من خلال إيصال صورة الأحداث وجرائم الاحتلال للعالم.

وأضاف: "جرمه الوحيد أنه يمارس عمله الصحفي، أليس حق التعبير مكفولًا للجميع، أيستدعي ذلك إيداعه في غياهب السجون؟!".

وطالب معلا السلطة بسرعة الإفراج عن شقيقه "لا يُعقل أن يستمر اعتقال صحفي على خلفية عمله الصحفي، فهو لم يرتكب أي مخالفة".

تهم سياسية

وأفاد المحامي مهند كراجة بأن موكله الصحفي "نسيم" معتقل في سجون السلطة سياسيًّا، ووجهت له النيابة العامة تهمة "حيازة سلاح" ورغم أن المحكمة أصدرت قراراً بالإفراج عنه لكن الأجهزة الأمنية لم تنفذه.

وقال كراجه لصحيفة "فلسطين": السلطة حوّلته إلى سجن "اللجنة الأمنية" في أريحا التي عرضته على محكمة جديدة بتهمة جديدة وهي "جمع وتلقي أموال من جهات غير مشروعة" ومددت اعتقاله 15 يومًا.

وأوضح أن سبب اعتقاله هو نشاطه الصحفي في بلدة بيتا، مبديًا أسفه لكون أجهزة السلطة لم تسمح لتجمع "محامون من أجل العدالة" حتى الآن بزيارته والاطلاع على أوضاعه.

واعتبر استهداف السلطة للصحفيين على خلفيات سياسية موضوعًا قديمًا متجددًا، "فهذا نهج للسلطة قائم على استهداف الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان بشكل تعسفي وغير قانوني".

وأكد كراجة أن السلطة تستهدف الجسم الصحفي باستمرار، مذكرا بحجبها مواقع الكترونية متعددة "وفقا لقانون الجرائم الإلكترونية" بالإضافة للاستدعاءات والاعتقالات المستمرة للصحفيين.

وأعرب كراجة عن قلقه على حياة "معلا" وغيره من النشطاء الذين تم اعتقالهم مؤخرًا خاصة أن أغلبهم يقبع حاليا في سجن "اللجنة الأمنية" سيئ الصيت، وفق شهادات المعتقلين السياسيين الذين احُتجزوا فيه سابقًا وأكدوا أنهم تعرضوا لظروف قاسية خلال التحقيق والاعتقال.

مؤامرة للسلطة و(إسرائيل)

وأعرب النائب في المجلس التشريعي ناصر عبد الجواد عن اعتقاده بوجود مؤامرة كبيرة على بلدة بيتا؛ لكونها أصبحت أيقونة ورمز النضال الفلسطيني في الضفة الغربية ولا سيما أنها تميزت بأساليب ووسائل جديدة في النضال ومقاومة الاحتلال.

وقال عبد الجواد: "لا شك أن هناك مؤامرة من السلطة لإحباط هذا التحرُّك وخذلان المناضلين الثابتين على جبل صبيح، خاصة في ظل إصرار حكومة الاحتلال على إقامة مستوطنة وليس فقط بؤرة استيطانية في الجبل كما أعلنت مؤخرًا".

وأشار إلى أن صمود أهالي بيتا يزعج الاحتلال، فدفع بالسلطة لإجهاض هذه التجربة المميزة خشية انتقالها لأماكن أخرى بالضفة.

واستنكر استهداف السلطة للصحفيين في بيتا (كالصحفي معلا) الذين كان لهم دور مميز في نقل تجربة البلدة للعالم والضغط على الاحتلال للتوقف عن التوغل فيها، مؤكدا أن اعتقال الصحفيين وبعض نشطاء المقاومة "طعنة في ظهر النضال الفلسطيني".

وطالب النائب أجهزة السلطة بالكف عن ملاحقة المقاومين في بيتا وغيرها، والوقوف جانباً وترك المجال للجماهير لمقارعة الاحتلال، خاتمًا: "لا نريد منها دعمًا سياسيًّا وإعلاميًّا ودبلوماسيًّا بل فقط الحياد، ففشل تجربة بيتا سيتسبب بإحباط لكل المقاومين للاستيطان بالضفة".