تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها وانتهاكاتها بحق المقبرة اليوسفية في القدس المحتلة، لليوم الحادي عشر على التوالي.
وأفادت مصادر مقدسية أن طواقم بلدية الاحتلال بالقدس وما تسمى (سلطة الطبيعة) واصلت منذ ساعات الليل تدنيس المقبرة، وأعمال التهويد والتخريب والعبث بها، بهدف إقامة (حديقة توراتية) كجزء من مشروع للمستوطنين.
وقبل أيام نصبت سلطات الاحتلال نظام مراقبة وإضاءة يشمل كشافات وكاميرات وتمديدات كهرباء ومياه داخل المقبرة اليوسفي، لتسريع أعمال التهويد والتجريف فيها بعد إغلاقها بشكل كامل.
وأحكمت سلطات الاحتلال قبضتها على المقبرة، بعدما عملت على مدار أسبوع على تشييد سور يفصل بين صرح الشهداء والمقبرة اليوسفية، وبوابة على مدخلها، وواصلت منع الوصول إلى المقبرة.
جدير بالذكر أن لجنة المقابر الإسلامية في القدس والتي شكلت لحماية المقابر ومتابعة شؤونها، أبعدت سلطات الاحتلال في الأيام الماضية 3 من أبرز أعضائها عن المقبرة اليوسفية؛ ليواصل نبشه وجرفه.
وتحتضن المقبرة رفاة عموم أهل مدينة القدس وكبار العلماء والمجاهدين، إلى جانب مئات الشهداء الفلسطينيين والعرب.
يذكر أن محكمة الاحتلال رفضت في 17 تشرين الأول أكتوبر الحالي، طلب لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالأوقاف الإسلامية في القدس، منع بلدية الاحتلال من مواصلة أعمال نبش وانتهاك حرمة قبور الموتى في المقبرة.
يشار إلى أن مقبرة الشهداء تبلغ مساحتها نحو أربعة دونمات، وهي الامتداد الشمالي للمقبرة اليوسفية والتي تعرّضت للعديد من الانتهاكات “الإسرائيلية” على مدار السنوات الماضية.
وتنوي بلدية الاحتلال إقامة حدائق توراتية ومدرجات تطلّ على سفوح جبل الزيتون شرقي القدس على أرض المقبرة، وقامت خلال السنوات الماضية بتغيير المعالم المحيطة بها من خلال أعمال ادّعت بأنها "عمليات ترميم".
ورصد التقرير الدوري الذي يصدره المكتب الإعلامي لحركة حماس بالضفة الغربية ارتكاب الاحتلال (2124) انتهاكا خلال شهر أكتوبر الماضي، أبرزها قتل الفتى الشهيد أمجد أبو سلطان في بيت لحم.
وأحصى التقرير (18) نشاطا استيطانيا تنوعت ما بين مصادرة وتجريف أراض وشق طرق والمصادقة على بناء وحدات استيطانية، فيما جرى رصد (103) اعتداءات للمستوطنين.