مع موعد الإفطار وصلاة المغرب يوم الجمعة الثالثة في رمضان، نقلت وسائل الإعلام خبر قيام ثلاثة شبان فلسطينيين بمهاجمة عدد من جنود الاحتلال الإرهابيين الذين يعذبون الأهالي الذاهبين للصلاة في القدس المحتلة ويعتقلون الأبرياء.
وأدى هجوم الشبان الثلاثة إلى مقتل واحد أو أكثر من جنود الاحتلال وإصابة آخرين، واستشهاد الشبان الثلاثة.
يعتبر تنفيذ هذا الهجوم في مدينة القدس عملا وطنيا بامتياز؛ فهو يؤكد تمسك الفلسطينيين بأرضهم ووطنهم، وبأن القدس عاصمة موحدة.
خاصة وأن هذا الهجوم جاء بالتزامن مع الذكرى الـ 50 لاحتلال شرق القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
وقيام شبان ثلاثة بمقتبل العمر بتنفيذ الهجوم هو دليل جديد على أن روح المقاومة منتشرة داخل المجتمع، وهو تطور جديد يثبت أن الدفاع عن الأرض ليس بحاجة لقرارات وهياكل وأمر عمليات، إنما بحاجة لقرار عملي بالتنفيذ، وهو ما تميز به الفلسطينيون في السنوات الأخيرة.
إن عملية الشبان الثلاثة في القدس المحتلة في شهر رمضان المبارك جاءت في توقيت زمني مهم، حيث تقوم جهات متعددة باتهام حركة حماس وتصفها بصفات سلبية دون أي دليل أو مصداقية، ويتم استهداف قطاع غزة بإجراءات عقابية من قبل الاحتلال وسلطة عباس.
ويتم قطع الرواتب عن الموظفين والأسرى المحررين وترتفع أصوات التهديدات ضد قطاع غزة، وتزداد إجراءات الاحتلال ضد أهلنا في القدس والضفة الغربية المحتلة.
وتزامنت العملية أيضاً مع الأزمة الخليجية التي لحق حركة حماس بعض شظاياها، لذلك فإن عملية القدس هي عمل وطني نوعي بامتياز، وهي فعل صحيح ومؤثر في الزمان والمكان.
وهي تأكيد على صوابية النهج الفلسطيني المقاوم بالتوجه نحو عدو الشعب والأمة والإنسانية، وأن مسار المقاومة في فلسطين هو مسار صحيح لا يدخل في صراعات محلية أو إقليمية، وأن هدفه تحرير الأرض والإنسان وتحقيق الحرية.
عملية القدس أمس هي رد عملي بأن غزة ليست وحدها، وبأن الصراع يكون هنا، وليس الصراع العفن الذي تديره سلطة عباس ضد الأبرياء فتحرمهم من المياه والغذاء والدواء والرواتب.
المقاومون في فلسطين يجدّدون المرحلة، ويعيدون تصحيح المسار، ألف رحمة لأرواح الشهداء الثلاثة وكل الشهداء.