واصلت طواقم الاحتلال الإسرائيلي، أعمال التهويد بالمقبرة اليوسفية، الملاصقة لأسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، لليوم التاسع على التوالي.
وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء (وفا) التابعة للسلطة: "إن طواقم بلدية الاحتلال واصلت اليوم أعمال التهويد والتخريب في المقبرة، لإقامة حديقة عامة، وجرفت محيط مدخلها".
وكانت طواقم الاحتلال قد نصبت قبل يومين مجموعة جديدة من كاميرات المراقبة وكشافات الاضاءة داخل المقبرة.
وحذر أبو زهرة من استمرار اعتداءات وانتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالمقبرة، والتي تضم رفات شهداء من الجيشين العراقي والأردني وشواهد تاريخية، منوها إلى أن سلطات الاحتلال قد أحكمت قبضتها على المقبرة، بعدما عملت على مدار أسبوع على تشييد سور يفصل بين صرح الشهداء والمقبرة اليوسفية، وبوابة على مدخلها، وصبت كميات من الباطون على الجهة الغربية منها، وواصلت منع الوصول إلى المقبرة.
وأكد أبو زهرة أن بلدية الاحتلال استحوذت على المقبرة، وسيطرت عليها بالكامل، مشيرا الى أن المقبرة تم تغطيتها بالكامل بالتراب، وهي تسعى بذلك الى طمس المعالم التاريخية بالمقبرة.
يشار إلى أن طواقم بلدية الاحتلال طمست أجزاء من المقبرة وشواهد القبور، ودمرت ونبشت عددا منها الأسبوع الماضي.
وتنبع أهمية الموقع الجغرافي للمقبرة بقربها من سور القدس وباب الأسباط الذي يعد أهم مداخل البلدة القديمة، إضافة لأنها تضم قبور جنود أردنيين وضريح الجندي المجهول.
يذكر أن بلدية الاحتلال تنفذ أعمال حفر وتجريف بالمقبرة منذ عدة سنوات، وفي عام 2014 منعت الدفن في جزئها الشمالي، وأقدمت على إزالة 20 قبرا تضم رفات جنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى تحويل هذه القطعة إلى حديقة كجزء من مشروع للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة، وتنظيم مسار للمستوطنين والسياح على رفات المسلمين الموجودين فيها.
وفي الحادي عشر من الشهر الجاري، وأثناء عمليات حفر قامت بها طواقم بلدية الاحتلال ظهرت رفات وعظام عشرات الشهداء والموتى المسلمين، وبعد أن هب المقدسيون لرفض هذه الأعمال، أغلقت شرطة الاحتلال المكان.