فلسطين أون لاين

تنفذها مدرسة أبي عبيدة بن الجراح بمديرية شمال غزة

"نحو القمة".. مبادرة تعليمية لتعزيز قدرات طلبة الثانوية العامة

...
صورة أرشيفية
غزة/ خاص فلسطين:

بخفّةٍ، وهمّةٍ، ونشاط، يسارع الطالب "محمد أبو درابي" الخطى مع اللحظات الأولى لتسلل أشعة شمس الخريف الباردة صباح كل يوم، للالتحاق بدروسه "الإضافية" التي تعقدها مدرسته ضمن مبادرتها الطموحة "نحو القمة" للارتقاء بقدرات الطلبة وتحسين مستوياتهم التحصيلية في الثانوية العامة.

ويتبارى معلمو مدرسة أبي عبيدة بن الجراح الثانوية للبنين، بمديرية التربية والتعليم في شمال غزة؛ لتقديم كل جهد مستطاع من أجل الارتقاء بطلبتهم في الثانوية العامة، من خلال المبادرة الإبداعية (نحو القمة) التي شرعوا في تنفيذها أخيراً لطلبة الفرع العلمي، وذلك عبر الحصص الإضافية في مختلف المباحث الدراسية. كما يقول نائب مدير المدرسة، المشرف على متابعة تنفيذ المبادرة، أسامة المقيد.

ويوضح المقيد أن المبادرة تهدف إلى إثراء المنهاج الدراسي لطلبة الثانوية العامة في الفرع العلمي، بواقع ساعة دراسية يومياً يتم تنفيذها بين السادسة والنصف، والسابعة والنصف صباحاً، أي قبل بدء الدوام الرسمي.

ويشير إلى وجود إقبال كبير من طلبة المدرسة للالتحاق بتلك اللقاءات الدراسية، سواء خلال الدوام الرسمي أو في أيام الإجازة التي تلت الربع الأول من العام الدراسي الحالي.

ويذكر المقيد أن المبادرة تنفذ منذ عدة سنوات، "وآتت أكلها في السنوات السابقة، وهو ما شجّع إدارة المدرسة على مواصلتها، لخدمة الطلبة وتحسين مستوياتهم التحصيلية، من خلال تهيئتهم معرفياً ونفسياً؛ لخوض الامتحانات النهائية".

ولمزيد من التفاعل بين الطلبة ومعلميهم، أنشأت المدرسة مجموعة خاصة على تطبيق "واتساب" يتم من خلالها نشر النماذج الإثرائية لمختلف المباحث، لتكون في متناول يد الطالب، حتى يتمكن من الرجوع إليها في أي وقت، إضافة إلى طرح تساؤلات الطلبة وإجابة المعلمين عنها، حتى تعم الفائدة الجميع، وفقًا للمشرف على المبادرة.

وعدّد المقيد جملة من الإنجازات التربوية التي حققتها مدرسة أبي عبيدة بن الجراح الثانوية للبنين خلال العام الدراسي المنصرم، من بينها حصولها على المركز الأول على مستوى مديرية الشمال في الفرعين العلمي والأدبي من حيث أعلى نسبة نجاح في امتحانات الثانوية العامة، وحصولها كذلك على المركز الثالث على مستوى مديريات قطاع غزة للبنين، إضافة إلى حصول أحد طلبة المدرسة وهو ماجد طارق لبد على المركز الأول في الفرع العلمي (بنين) بمعدل 99.1%، وكذلك حصول 4 من معلمي المدرسة على أعلى نسبة نجاح في مباحثهم على مستوى القطاع.

تفاعل وثناء

طلبة المدرسة الذين تفاعلوا إيجابياً مع المبادرة منذ انطلاقتها عبروا عن شكرهم وتقديرهم لإدارة المدرسة ومعلميها الذين يولون اهتماماً كبيراً بهم، ويسخرون أوقاتهم وكل إمكاناتهم في سبيل تحقيق مصلحتهم ورفعتهم.

ويقول الطالب "أبو درابي" متحدثا باسم زملائه إن هذه المبادرة تعد رافعة مهمة للطلبة، حيث يتلقى الطلبة خلالها مزيداً من الجرعات الإثرائية للمباحث كافة، ما يذلل الصعاب والعقبات أمامهم.

ويبين أنه وزملاءه وعددهم نحو (190) طالباً، يواظبون على حضور اللقاءات الصباحية التي تكون قبل بدء الدوام الرسمي بنحو ساعة، على الرغم من المشقة التي يكابدونها، كما أنهم ملتزمون بالحضور في فترة العطلة أيضاً، وتكون مدة اللقاء ساعتين.

وينبّه الطالب أبو درابي إلى أن الالتزام بهذه اللقاءات الإثرائية "المجانية" يغني الطالب عن الالتحاق بالدروس الخصوصية التي تستنزف الكثير من المال والوقت.

ويدعو الطالب أبو درابي الطلبةَ إلى تنظيم الوقت وعدم الانشغال بالملهيات التي لا طائل منها مثل متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، والعبث بالهواتف الذكية، ومشاهدة التلفاز، والسهر الذي لا فائدة منه، حتى يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم وآمالهم بالنجاح والتفوق في الثانوية العامة، للانطلاق بعدها إلى المرحلة الجامعية ودراسة التخصصات التي يرغبون بها.