أمام عجز السلطة الفلسطينية بوقف تغوُّل الاستيطان المستمر في مدن الضفة الغربية، تعد المقاومة بكافة أشكالها الحل الأجدى لوقف بناء المستوطنات في المدن والقرى الفلسطينية، وهو ما يتطلب إطلاق يدها، ووقف اعتقال المقاومين والنشطاء من قبل أجهزة أمن السلطة.
ومع استمرار السلطة بالتنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، وتقديم معلومات أمنية عن المقاومين، لن يتوقف الاستيطان بمدن وقرى الضفة الغربية، وسيشهد مزيدًا من التقدم وبناء وحدات جديدة.
وخلال العام الحالي، زادت أعداد المستوطنين بالضفة الغربية بنسبة 42% مقارنة مع العام 2010، وفقاً لتقرير أعده مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان بالأراضي المحتلة "بتسيلم"، و"كيرم نابوت".
ولم تكتفِ سلطات الاحتلال بزيادة عدد المستوطنين، بل تصدر بشكل مستمر أوامر بناء في مدن وقرى الضفة الغربية، والتي كان آخرها إعلان حكومة نفتالي بينيت عن مخطط جديد للاستيطان في الأغوار، يهدف لزيادة أعداد المستوطنين من 1500 عائلة إلى 3000، خلال السنوات الأربع المقبلة.
كما أعلنت دولة الاحتلال، الأسبوع الماضي، عزمها على بناء 1355 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، في ظل صمت وعجز من قبل السلطة وقيادتها.
ويؤكد الناشط في المقاومة الشعبية، مجدي حمايل، أن مدن الضفة وقراها تشهد توسع استيطاني غير مسبوق، من حيث زيادة عدد المستوطنين، أو بناء المستوطنات والبؤر العشوائية.
وقال حمايل في حديثه لـ"فلسطين": "لا يمكن ردع المستوطنين ووقف البناء الاستيطاني إلا من خلال المقاومة وإزعاج المستوطنين بكافة الطرق، سواء من خلال فعاليات الإرباك الليلي، أو مطاردهم في الأماكن التي يأتون فيها للبناء والاستيطان".
وأضاف حمايل: "خلال الفترة السابق كان هناك نموذج ناجح للمقاومة الشعبية في مواجهة الاستيطان بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، حيث نجح أهالي بلدة بيتا في طرد المستوطنين ومنعهم من إقامة مستوطنة إيتمار".
وأوضح أن نموذج بلدة بيتا يجب تعميمه على كامل مدن وقرى الضفة الغربية، وإطلاق يد المقاومة، وتبنيها بشكل رسمي، وإعطاء كامل الدعم للشباب في مواجهة المستوطنين، وعدم اعتقال أي من النشطاء أو المقاومين على خلفيات سياسية.
من جانبه، أكد الناشط في المقاومة الشعبية بالضفة الغربية، عبد الغني دويكات، أن الاحتلال أعلن بالفترة الأخيرة بناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية، وهو ما يعكس وجود ثقة للاحتلال بعدم وجود أي مقاومة له.
وقال دويكات في حديثه لـ"فلسطين": "تعميم المقاومة في الضفة الغربية سيسهم في الحد من تزايد الاستيطان بمدن وقرى الضفة، وإحداث حالة من الردع أمام تغول المستوطنين وتصرفاتهم الهمجية ضد المواطنين".
وأوضح دويكات، أن ما حدث عند جبل صبيح والمقاومة الكبيرة التي أظهرها أهالي بيتا، يُعد الأمان من الاستيطان بالضفة الغربية، وهو ما يجب تعميمه في جميع مدن الضفة.
وطالب المستوى السياسي بدعم الجماهير في الضفة الغربية المحتلة، لمواجهة التوسع في الاستيطان بالفترة الأخيرة.
وبيّن أن السلطة لم تقدّم شيئًا مملوسًا لدعم المواطنين لمواجهة الاستيطان، حيث يغيب الدعم الرسمي في تفعيل المقاومة الشعبية ضد المستوطنين.