قائمة الموقع

أبو دقة: "وعد بلفور" أسَّس لمأساة شعبنا.. والمقاومة خيارنا لاستعادة أرضنا

2021-11-01T08:58:00+02:00
مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (أرشيف)

أكدت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د. مريم أبو دقة أن "وعد بلفور" المشؤوم أسَّس لمعاناة الشعب الفلسطيني، وأوجد أكبر مظلمة تاريخية لا تزال قائمة وشاهدة على الوعد الباطل الذي أتاح سرقة التاريخ والحقوق، مشددة على أن المقاومة بكل أشكالها خيارنا لاسترداد حق شعبنا وكنس الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا.

وأضافت أبو دقة في حوار مع صحيفة "فلسطين"، في الذكرى الـ104 لـ"وعد بلفور"، أن الوعد المشؤوم سيظل شاهدًا على أكبر عملية سطو مهد لها الاحتلال البريطاني، وانحياز العالم للاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

ونبهت إلى أن مشروع إيجاد "وطن قومي" لليهود في فلسطين كان مخططًا له قبل إصدار الوعد المشؤوم، لإنشاء دويلة مارقة لهم في أرض فلسطين، والتخلص منهم على خلفية مشكلاتهم التي تسببوا بها في أوروبا، إضافة إلى أهمية إيجاد كيان غريب في المنطقة، بالنسبة لهم، يمنع وحدة الأمة العربية ويسيطر على مقدراتها، لكون فلسطين تمتاز بموقع جغرافي استراتيجي.

ولفتت إلى أن الاحتلال لا يزال يفشل في إيجاد ما يثبت ملكيته في أرضنا، رغم مواصلته التهويد، والحفريات التي تثبت في كل مرة أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض الأصليون، مشددة على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، ومواصلة نضاله بكل السبل والأدوات حتى استعادتها، واقتلاع الاحتلال منها.

وطالبت أبو دقة بريطانيا بالتكفير عن جريمة "وعد بلفور" وما تسببت به في تأسيس كيان الاحتلال ونكبة الشعب الفلسطيني، إلى جانب دعم الولايات المتحدة الأمريكية له لمواصلة جرائمه وتغوله على حقوق شعبنا وأرضه.

واعتبرت أن عبارات الشجب والاستنكار والإدانة من بريطانيا وأمريكا لجرائم الاحتلال بحق شعبنا وأرضه "غير كافية ولا تلبي الحقوق الوطنية"، مؤكدة أن على بريطانيا الاعتذار عن "وعد بلفور" وتحمُّل المسؤولية التاريخية والقانونية والسياسية والمادية والمعنوية لنتائج ذلك الوعد المشؤوم.

وأضافت أن بريطانيا لن تعتذر عن "وعد بلفور"، دون التحرك على الجبهات كافة، وفتح كل الملفات السياسية والقانونية والاقتصادية لمحاسبتها والاحتلال وكل من يقف خلفهما في دعم الوعد المشؤوم، مردفة "معركتنا كبيرة وعلينا التوحد والتحرك ضد كل من ارتكب تلك الجريمة بحق شعبنا".

معركة "سيف القدس"

ووصفت أبو دقة الاحتلال في فلسطين بأنه "أكبر وأبشع وأقذر جريمة متواصلة"، مؤكدة أن المعركة معه ستبقى مفتوحة.

وقالت: إن المعركة مع الاحتلال ليست معركة حدود، بل معركة وجود، ففلسطين أرضنا، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وإن المقاومة لن تدخر جهدًا في قتاله، فالحق لا يسقط بالتقادم، لافتة إلى أن المقاومة بسلاحها المتواضع تغلبت عليه رغم امتلاكه أحدث المعدات والوسائل القتالية والتكنولوجية، ودفعته للهرب أمام ضرباتها.

وذكرت أن معركة "سيف القدس" أعادت القضية الفلسطينية إلى جذورها الأولى، وأكدت أن "فلسطين لنا، والاحتلال كيان هش، ولولا الدعم الخارجي له لما بقي يومًا واحدًا في أرضنا، ومهما طال بقاؤه فسيأتي اليوم الذي نقتلعه منها"، مشيرة إلى أن شعبنا بوحدته ومقاومته وتماسكه وثباته قادر على اقتلاع الاحتلال ودحره.

وأضافت أن "ما رأيناه في معركة سيف القدس من وحدة تجسدت في الميدان، أكدت قوتنا وثباتنا، وأن الاحتلال إلى زوال"، مطالبة بإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير لتضم كل الفصائل ضمن برنامج مقاوم.

ونبهت إلى أن قوة المقاومة وثباتها وتمسُّكها بالحق الفلسطيني ستجعل المجتمع الدولي يقف خلفها، داعية العالم إلى وقف التطبيع مع الاحتلال، والوقوف إلى جانب شعبنا لاسترداد أرضه وحقوقه.

واعتبرت أن التطبيع العربي مع الاحتلال أضر بالقضية الفلسطينية، وسمح له بمواصلة التغول على أرضنا وحقوقنا، مردفة: "لن يجني المطبعون إلا الدمار والخذلان".

اتفاق أوسلو

واستغربت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية سعي السلطة الدائم للعودة إلى المفاوضات مع الاحتلال، بعد مسيرة 30 عاما لم تجن منها سوى مزيد من قضم الأرض والاستيلاء عليها، والتغول على الحقوق الفلسطينية.

واعتبرت "اتفاق أوسلو" فخًّا كبيرًا للشعب الفلسطيني، وأن توقيعه فيه أخطاء كبيرة بحق القضية الفلسطينية، وأنه جرَّأ الاحتلال على مواصلة اعتداءاته وجرائمه بحق شعبنا وأرضه، منبهة إلى أن تحقيق الوحدة الوطنية ورص الصفوف وتقوية المقاومة، ووضع برنامج تحرري كفاحي والخلاص من الاتفاق في هذه المرحلة العصيبة، هي خيارات استراتيجية وسلاح لمواجهة كل المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا.

وطالبت بالاعتماد على الذات وإيصال رسالتنا إلى العالم بكل لغاته، والتأكيد أننا أصحاب الحق الأصليون، وأن الاحتلال كيان زائل لا مقام له على أرضنا.

اخبار ذات صلة