فلسطين أون لاين

شاطئ البحر المتنفس الوحيد لأهالي قطاع غزة

...
غزة - نسمة حمتو

لم يجد المواطن أحمد شعبان (32 عامًا) وسيلة للترويح عن أبنائه وزوجته، في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وارتفاع درجات الحرارة سوى اصطحابهم إلى شاطئ بحر غزة لتناول طعام الإفطار، العشرات من الأسر الغزية تلجأ إلى بحر غزة متنفسًا في ظل طول ساعات قطع الكهرباء، وعدم وجود أماكن بأسعار بسيطة سوى البحر.

أجواء جميلة

شعبان اصطحب زوجته وأبناءه الثلاثة إلى ميناء غزة ليجلسوا على الحشائش يتناولون طعام الإفطار، ويقول: "بعد أن اشتدت أزمة الكهرباء، وأصبحت لا تأتي في اليوم الواحد سوى 3 ساعات فقط، ومع ارتفاع درجات حرارة المنزل، لاسيما أننا نعيش في بيت من (الزينجو)؛ اقترحت على زوجتي أن نفطر يومًا على شاطئ البحر، أعجبت كثيرًا بالفكرة، وأصبحت أصطحبهم يومين في الأسبوع تقريبًا للترفيه عنهم".

ويضيف: "بعد الإفطار أحرص على الذهاب إلى المسجد الموجود في الميناء والصلاة فيه، وبعدها نجلس قليلًا أنا وزوجتي ونعود إلى منزلنا، هذا الشيء يخفف كثيرًا من الضغوطات التي علينا، خاصة في ظل الوضع المادي الصعب الذي نعيش".

ويتابع: "كنت أعتقد أنني الوحيد الذي أفطر في الميناء، ولكنني عندما ذهبت رأيت عشرات العائلات يجلسون في الميناء بانتظار أذان المغرب، ليرفهوا عن أنفسهم وأطفالهم، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشون فيها".

ترويح عن النفس

أما خليل المغني (35 عامًا) فقد اعتاد كل عام اصطحاب زوجته وأبناءه إلى البحر للترفيه عنهم، ليقول: "الذهاب إلى البحر لا يقتصر فقط على الإفطار، في كثير من الأحيان أذهب أنا وأبنائي لنسبح في البحر، ونجلس على الرمل، لنرفه عن أنفسنا، نقضي ساعتين أو ثلاثة ونعود إلى المنزل قبل الإفطار، هذه الرحلة ترفه عن أبنائي كثيرًا، خاصة في الإجازة الصيفية، فلا أماكن بديلة نرفه فيها عن أنفسنا غير البحر".

ويضيف المغني: "الواقع الذي نعيش فيه بغزة صعب، خاصة مع أزمة الرواتب، لذلك أخاف من العصبية وخلق المشاكل مع زوجتي وأبنائي، فأذهب معهم في رحلة إلى البحر، كي نرفه عن أنفسنا، بدلًا من الجلوس بالمنزل".

ولم يقتصر الأمر على المغني، فالمواطن عبد الله أبو الخير (55 عامًا) كذلك يذهب مع زوجته وأحفاده إلى شاطئ البحر بعد الإفطار للترفيه عن أنفسهم، في ظل القطع المتواصل للتيار الكهربائي، يقول: "لا أذكر أننا أفطرنا وتيار الكهرباء موصول من بداية رمضان سوى ثلاث مرات أو أربع، ننتظر الكهرباء طويلًا، لذا أذهب مع زوجتي وأحفادي إلى شاطئ البحر كي نرفه عن أنفسنا بدلًا من جو إشعال الشموع والجلوس في العتمة".

ويضيف: "في أزمة الكهرباء اعتدنا أداء صلاة التراويح ثم النوم بسبب العتمة، ولكنني اقترحت على زوجتي أن نذهب إلى البحر ووافقت على ذلك، نقضي أوقاتًا ممتعة هناك، ونعود إلى المنزل إلى الظلام مرة أخرى".

جلسات عائلية

أما نداء البراوي (28 عامًا) فعندما تنتهي من إعداد وجبة الإفطار والعصائر تحرص على وضعها في علب بلاستيكية وتصطحبها معها إلى البحر مع أخواتها وأقاربها، تقول: "نستأجر طاولة كبيرة وكراسي بلاستيكية ونجلس قبالة البحر، نضع الطعام على الطاولة، ويكون الشعور جميلًّا جدًّا".

وتشير إلى أن الإفطار على شاطئ البحر في رمضان يخلق جوًّا عائليًّا جميلًا، ويزيد اللحمة والحب والتعاون، خاصة في ظل الوضع الصعب الذي يعيش فيه الموظفون بغزة.

وتبين أن أبناءها يشعرون بفرحة كبيرة عندما يذهبون مع أقاربهم إلى البحر، وقد تستمر هذه السهرات إلى أذان الفجر لتناول طعام السحور ثم العودة إلى المنزل.

وتلفت إلى أنها بالذهاب مع أقاربها وزوجها إلى شاطئ البحر تخرج من جو انقطاع التيار الكهربائي، وارتفاع درجات الحرارة، وعدم قدرتها على تشغيل المروحة، والإفطار على ضوء "الليدات" الخافت.