أكد رئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني النائب محمد الظهراوي، رفضه تصريحات وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد بشأن "دفء العلاقات مع الأردن"، مشددًا: "دولة الاحتلال ليس لها مواثيق ولا وعود".
وكان لابيد قال في تغريدة له عبر "تويتر": إننا "نحتفل اليوم بمرور 27 عاما على السلام بين (إسرائيل) والأردن، والأردن شريك إستراتيجي رئيس لـ (إسرائيل)، والملك عبد الله زعيم إقليمي مهم".
وأضاف: "في الأشهر الماضية، حوّلنا سلامنا البارد مع الأردن إلى سلام دافئ من الصداقة والتعاون. وسنواصل العمل على تعزيز العلاقة بين بلدينا وشعبينا"، حسب تعبيره.
وقال الظهراوي خلال حديث خاص مع صحيفة "فلسطين": "لن يكون هناك سلام دافئ ولن يكون في ظل وجود اعتداءات إسرائيلية على أي طفل فلسطيني سواء في غزة أو الضفة".
وأضاف: "معيارنا في لجنة فلسطين في البرلمان الأردني بأي علاقة مع دولة الاحتلال هو عدم الاعتداء على أي فلسطيني أو أرضه سواء في الضفة أو قطاع غزة؛ فنحن نرفض أي تعامل معها".
وأوضح الظهراوي أن لابيد أراد من خلال هذه التصريحات إعطاء رسائل لبعض الأطراف بأن (إسرائيل) والأردن على علاقة وطيدة، "ولكن هذا الشيء غير صحيح وغير حقيقي".
وبيّن على أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى واقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال ومضايقة موظفي وحراس الأقصى، والاعتداء على الأطفال في غزة وقضم الأراضي في الضفة "كل هذه الممارسات ليست دليل سلام".
وشدد الظهراوي على أن "الأردن دولة وشعباً تكره اسم (إسرائيل)، وتدعم صمود أهلنا في فلسطين، وترفض كل الممارسات العنصرية الإسرائيلية ضدهم، إضافة إلى إرسال الدعم اللوجستي مثل الأدوية وغيرها".
وتابع: "نحن نرحب بأهل فلسطين في أي وقت، ولن نتخلى عن مواصلة الدعم اللازم لهم".
وحول ما يتعرض له المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة من زيادة الاقتحامات والاستيطان وتجريف المقبرة اليوسفية، ذكر الظهراوي، أن لجنة فلسطين عقدت اجتماعاً قبل أيام، بحضور وزير الأوقاف محمد الخلايلة وجهات أخرى معنية، لبحث تلك القضية.
وجدد تأكيده بضرورة وضع حد لهذه الممارسات، عبر طرق عملية واقعية بما يتلاءم مع خطورتها، بعيداً عن الدبلوماسية.
وشدد الظهراوي على أن "القدس خط أحمر، إذ إنها تقع تحت الوصاية الهاشمية، لذلك فنحن ندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة وكل الأدوات التي تمتلكها المملكة".
تجدر الإشارة إلى أن تصريحات لابيد جاءت في ظل الاقتحامات شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك، وهو المعروف بأنه تحت الوصاية الهاشمية، وإعلان سلطات الاحتلال بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية، التي شجبها الأردن مؤخراً.
واستهجن رئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني، الصمت العربي والإسلامي على جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، قائلاً: "لا يوجد هناك دور عربي وإسلامي سوى الأردن الذي يصارع العدو الصهيوني وحيداً".
وأشار الظهراوي إلى أن الأردن ضحت بمقدرات اقتصادية عديدة، انعكست على وجود أزمة داخلية لها، "ولكننا نفخر بذلك وهذا واجبنا في ظل تخلي الوطن العربي عن قضية فلسطين ودعم الأردن في مواجهة الاحتلال"، حسب تعبيره.
يذكر أن عمان و(إسرائيل) وقّعتا في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1994، معاهدة بينهما، حيث أصبح الأردن الدولة العربية الثانية بعد مصر التي توقع اتفاقية مع الاحتلال الإسرائيلي.