أدى مواطنون صلاتيْ المغرب والعشاء أمام المقبرة اليوسفية الإسلامية بمدينة القدس المحتلة، التي تتعرض لأعمال تجريف وتدنيس من سلطات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي.
وشارك في تأدية الصلاتين مواطنون من الضفة الغربية والقدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948، وأقيمتا بدعوة من فعاليات مقدسية أكدت وجوب التصدي لاستمرار تجريف المقبرة تمهيدًا لإقامة ما يسمى بـ"حدائق توراتية" على أرضها.
وفي وقت سابق اليوم، اندلعت مناوشات بين عناصر شرطة الاحتلال ومتظاهرين فلسطينيين قدموا إلى المقبرة لمحاولة منع سلطات الاحتلال من مواصلة انتهاك حرمة الموتى.
ومنعت شرطة الاحتلال الطواقم الصحفية والأهالي من الدخول للمقبرة، وعرقلت عملها في تغطية اعتداءاتها على قبور المسلمين لليوم الثالث على التوالي.
وكانت سلطات الاحتلال استأنفت صباح اليوم أعمال تجريف ونبش القبور في أرض ضريح الشهداء التابعة للمقبرة اليوسفية المجاورة للمسجد الأقصى لليوم الثالث على التوالي بالتزامن مع إغلاق مدخل مؤدي إلى المقبرة.
وأفاد رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة أن طواقم الاحتلال شرعت ببناء سور حديدي في الجهة الغربية من المقبرة، التي تعج برفات عموم أهل القدس وكبار العلماء والمجاهدين إلى جانب مئات الشهداء الفلسطينيين والعرب.
وأضاف أن بلدية الاحتلال بالقدس أغلقت المدخل المؤدي إلى صرح الشهداء في المقبرة اليوسفية بصفائح حديدية، وأحكمت إغلاقه من الجهة الغربية.
وأوضح أبو زهرة أن "بلدية الاحتلال تحاول التسريع بتهويد المقبرة وطمسها، قبل انعقاد جلسة محكمة الاحتلال الأسبوع المقبل لكسب القضية".
من جانبه، حذر الأسير المحرر سائد أبو البهاء من مغبة تمادي الاحتلال الإسرائيلي بجرائمه بحق مدينة القدس عموما والمقبرة اليوسفية على وجه الخصوص، مؤكدا أنه سيتحمل تبعات هذه الجريمة ونتائجها القادمة.
وشدد أبو البهاء على أن المشاهد الآتية من مدينة القدس من نبش للقبور في المقبرة اليوسفية والاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى بإقامة الطقوس التلمودية الصامتة فيه واستمرار التهويد وهدم البيوت في سلوان وغيرها، تتطلب موقفا حازما شعبيا ورسميا يرتقي لمستوى الحدث.
وقال: "إن صرخات الأم التي تتشبث بقبر ولدها علاء في المقبرة اليوسفية يثير فينا الألم والحزن ولكن في المقابل يجب أن تستنهض فينا نخوات المعتصم، ومن بعده العياش (الشهيد المهندس يحيى عياش) الذي لبى صرخات أمهات شهداء الحرم الإبراهيمي في الخليل".
وأضاف أبو البهاء أن هذه الأحداث والانتهاكات "يجهل تبعاتها رئيس وزراء العدو نفتالي بينت وأركان حكومته النازية".
وتابع: "بينت لا يعلم أن دون المقدسات الدماء وأن القدس ومعالمها وما تحت الأرض وما فوقها في المدينة له قدسية عندنا وعند كل المسلمين وهي خط أخط أحمر لا يمكن السكوت على تجاوزه، وشعبنا أقسم أن بعد سيف القدس ليس كما قبلها".
وانتقد الأسير المحرر الصمت الرسمي من قبل السلطة في رام الله إزاء ما يجري بالقدس قائلا: "على الجالسين خلف الكراسي في تنفيذية المنظمة والسلطة والذين لم يؤدوا مسؤوليتهم تجاه المسرى أن يتركوا لشعبهم تقرير آليات التعامل مع هذا المحتل بعيدا عن ما كبلوا به شعبهم من تنسيق أمني وارتباط مع العدو".
وشدد على أن "شعبنا هو الأقدر على كبح جماح نازية بينت والأقدر على رقع الخرق الذي أحدثوه بسياساتهم الأمنية والسياسية".