نظمت عائلة الأسير المحرر في صفقة "وفاء الأحرار 1" أيمن الشوا حفلة مميزة له بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لتحرره من سجون الاحتلال الإسرائيلي، التي وافقت الثامن عشر من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.
أجواء احتفالية رائعة فاجأت فيها آلاء، وأفنان، وأشواق، بنات الأسير المحرر الشوا (56 عامًا)، والدهم في أحد المنتجعات بمدينة غزة؛ بتحضير كعكة عيد الميلاد يعلوها شمعة، مقدمات له الورد والهدايا.
لما وصل المحرر الشوا إلى المكان، ورأى هذه الأجواء الاحتفالية الرائعة، تساءل عن المناسبة: "عيد ميلاد مين (من) اليوم؟"، فكانت الإجابة: "عيد ميلادك أنت"، فقال لهم: "أنتم مخطئون، أنا لم أولد في مثل هذا اليوم"، مستدركًا أنه قد تحرر من سجون الاحتلال في مثل هذا اليوم (18/10) في صفقة وفاء الأحرار (1)، مؤكدًا أنه في هذا اليوم ولد من جديد بعد 20 عامًا أمضاها في سجون الاحتلال.
حين اعتقل الشوا في التاسع من آذار (مارس) عام 1993، بتهمة مقاومة الاحتلال والانتماء إلى أولى مجموعات "كتائب القسام"؛ الذراع العسكرية لحركة "حماس"؛ كانت أصغر بناته "أشواق" رضيعة تبلغ من العمر عامًا ونصف عام، واليوم أشواق على مشارف الثلاثين من عمرها، ومتزوجة ولها طفلتان، في حين كانت أفنان تبلغ من العمر 3 سنوات، وآلاء البكر 5 أعوام.
ولادة جديدة
قامت "أم بلال" زوجة المحرر الشوا بدور الأب والأم، في غياب زوجها 20 عامًا خلف القضبان، لتحسن تربية بناته الثلاثة على حب الوطن والتمسك بالدين والأخلاق وتعلمهن أحسن تعليم، ليخرج من السجن يجدهن أصبحن صبايا، اثنتان منهن قد تزوجتا (آلاء وأفنان).
قال المحرر الشوا لـ"قدس برس": "خروجي من السجن بعد اعتقال دام 20 عامًا في صفقة وفاء الأحرار (1) كان لي ولادة جديدة".
وأضاف: "أريد قدر المستطاع أن أعيش لحظات جميلة مع بناتي، اللواتي حُرمت أن أسمع منهن كلمة (بابا) خلال عشرين عامًا".
وشكر الشوا بناته على هذه المفاجأة الجميلة والرائعة والمتميزة، قائلًا: "إنها أدهشتني وأبكتني من شدة الفرح وجمال المكان، وكذلك ما قدمنه لي من هدايا رائعة جدًّا ومميزة تعكس صورة المحبة بين الأبناء والآباء".
وأكمل المحرر الشوا: "يوم مميز مع ذكرى مميزة وهي ولادتي من جديد، لأكون أبًا لأحلى وأجمل عائلة وأحلى بنات: آلاء، وأفنان، وأشواق، الغاليات والعزيزات على قلبي".
يوم مقدس
من جهتها قالت أفنان ابنة المحرر أيمن الشوا لـ"قدس برس": "حياتي بدأت منذ خروج والدي من سجون الاحتلال في صفقة وفاء الأحرار (1)".
وأضافت: "تاريخ 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 يوم مقدس لنا، لأنه اليوم الذي احتضنت فيه أبي بعد اعتقال دام 20 عامًا".
وتابعت: "لقد كانت حياتنا مظلمة وأبي داخل السجن، وعند خروجه أنار لنا الحياة بوجهه الجميل، أشنف أذني كل يوم بسماع صوته الجميل، لا أتخيل يومي دون سماع صوته أو احتضانه، أو طبع قبلة على جبينه".
ابنة أفنان، الطفلة تولين، حفيدة المحرر الشوا؛ ألقت خلال الحفلة قصيدة خاصة ألّفتها لهذه المناسبة، وقد أعجبت جدّها، ومن المقرر أن تحوّلها إلى أغنية و"فيديو كليب" من أجل عرضها على قناتها وقناة إخوتها الخاصة بهم، التي تحمل اسم "تلاوين تيوب".
ووافق يوم الإثنين الماضي الثامن عشر من تشرين الأول (أكتوبر) الذكرى السنوية العاشرة لصفقة "وفاء الأحرار"، التي تعد أضخم عملية تبادل بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية.
وأرغمت المقاومة الاحتلال على الإفراج عن 1027 أسيرًا فلسطينيًّا مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسر خمس سنوات مع "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس.