قائمة الموقع

يحلم بخط يحمل بصمته.. أزياء أشرف تسبقه إلى الحرية

2021-10-26T12:53:00+03:00

أُسِر الشاب المقدسي أشرف زغير قبل نحو 19 عامًا، ولكن الاحتلال الإسرائيلي لم يستطِع سجن ودفن موهبته الفنية، بل سبقته تصاميمه إلى الحرية وحولت أزياءً لبستها النسوة بفخر.

لم يخفت شغف أشرف (42 عامًا) بمتابعة أحدث صيحات الموضة، بل يطالعها من الجرائد، ومحطات التلفاز، ويناقش أخته الكبرى رانيا فيها التي كانت تندهش من معلوماته المحدثة عن الموضة وترجمتها بـ"اسكتشات" على ورق يطلعها عليها في كل زيارة، وقد أدخل عليها الخط العربي الذي تعلمه في سجنه.

اعتقل الاحتلال أشرف في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2002، وهو على رأس عمله في مصنع الألبسة الذي يعود لعائلته بمنزله ببلدة كفر عقب شمالي القدس المحتلة، وحكم عليه بالسجن المؤبد ست مرات بتهمة نقل مقاومين والانتماء لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وبين الزنازين حصل على درجة "الماجستير" في الاقتصاد والعلوم السياسية.

تقول رانيا التي تشاطر أشرف الموهبة ذاتها: "كان أشرف شابا نشيطا موهوبا يحب الحياة، والفنون القتالية ويحمل الحزام الأسود في الكاراتيه، ويهوى منذ طفولته الرسم".

وتوضح أن أشرف رسام في الأساس ولديه شغف تصميم الأزياء، والتحق بمعهد الأزياء والنسيج في بلدة بيت ساحور جنوبي القدس المحتلة من أجل هذا الشغف، وبه استطاع صقل موهبته وتنميتها بالعلم، "لذا كان مميزا للغاية في مهنته، وكان على مشارف منحة لإكمال ذات التخصص في فرنسا".

تتابع رانيا لـ"فلسطين": "كان أشرف وهو صغير يرفض أن يلبس أي لبسة دون أن يضع بصمته عليها، فكان يعيد حياكتها، وحينما كبر أصبح يصمم ملابسه بنفسه، هو أنيق للغاية حتى بعد سجنه رغم تعقيدات إدارة السجن وفرض ألوان وخياطة معينة".

أحبت رانيا أن تبهر العالم وسجاني أشرف بموهبته، رافضة أن تبقى تصاميمه بين جدران السجن، فخطت خطوة للأمام في عام 2009م بالاتفاق مع ابنة عمها التي تمتلك محلا للملابس، ونظمتا عرض أزياء في رام الله لـ16 موديلا من تصاميم شقيقها، وتم العرض بمشاركة زملائه المصممين ورفقائه في المعهد.

استطاع أشرف إخراج تصميماته عبر البريد بسبب مماطلة الاحتلال وعرقلته إخراجها من السجن، وتم الاستعانة بتصاميمه القديمة قبل اعتقاله، والتي أبهرت الحضور بالعرض ومن شاهدها عبر الفضائيات، وعلى إثرها طلبت عدد من المذيعات قطعًا من تلك الفساتين التي أدخل عليها الخط العربي.

الخط العربي أرعب الاحتلال، تتحدث رانيا عن ذلك: "أعتقد أن أخي كان من أوائل الذي أدخلوا الخط العربي إلى تصميم العباءات النسائية، فالأمر لم يكن دارجًا أبدًا عام 2009، حتى إن وسائل إعلام عبرية تهافتت لإجراء مقابلات معنا، وأسئلة صحفييها كانت تركز على تلك الحروف المبعثرة عما إذا كانت تحمل شيفرة يريد أشرف إيصالها لنا".

وحتى اليوم ما يزال أشرف يحول ما يجول في خاطره إلى تصاميم على الورق، ولعدم توفر الألوان يحاول استنباطها من الطعام: كالقهوة، والملفوف الأحمر، والكركم.

حديث أشرف مع رانيا عن تطورات الموضة في العالم لم ينقطع في أثناء زيارتها له في سجنه، "يرقص قلب أشرف حينما نتحدث معه عن الأزياء، يحدثني عن طموحاته وأمنياته بإنشاء خط أزياء يحمل بصمته بعد تحرره من السجن".

وتكشف رانيا أنه أصبح في جعبتها اليوم 60 تصميمًا لأشرف أنتجها من داخل محبسه، ستنظم بها معرض في القدس، لكن دون تحويلها إلى أزياء بسبب اضطرار العائلة إلى إغلاق المصنع.

اخبار ذات صلة