طالب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، اليوم الاثنين، جموع الشعب السوداني، إلى "احتلال الشوارع للدفاع عن ثورتهم"، داعياً إياهم إلى "التمسك بالسلمية".
جاء ذلك في رسالة نشرتها وزارة الإعلام نقلا عن حمدوك في مقر إقامته الجبرية التي فرضتها عليه قوة عسكرية تابعة للجيش السوداني.
ودعت عدة قوى سياسية في السودان، المواطنين للعصيان المدني والخروج للشوارع، احتجاجاً على اعتقال وزراء وسياسيين مدنيين من قبل قوة في الجيش السوداني، ومنها "تجمع المهنيين" وأحزاب "المؤتمر" و"الأمة القومي" و"الشيوعي".
وشهدت الخرطوم، فجر الاثنين، سلسلة اعتقالات مكثفة طالت رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، ووزراء الصناعة والإعلام والاتصال في الحكومة الحالية، وقادة من قوى إعلان الحرية والتغيير (المكون المدني للائتلاف الحاكم).
وشملت الاعتقالات أيضاً؛ قيادات في أحزاب "البعث العربي الاشتراكي" و"التجمع الاتحادي" و"المؤتمر السوداني".
وأعلنت وزارة الإعلام السودانية لاحقاً، عبر حسابها الموثق على "تويتر"، أن قوة من الجيش السوداني اعتقلت حمدوك بعد رفضه تأييد ما وصفته بـ"الانقلاب"، واقتادته إلى مكان مجهول.
واقتحمت قوات عسكرية سودانية، مقر الإذاعة والتلفزيون الرسمي، غربي العاصمة الخرطوم، واحتجزت عددًا من العاملين فيه، وتوقف البث فترة من الزمن.
وفي وقت لاحق؛ خرجت حشود من السودانيين إلى شوارع العاصمة الخرطوم، تنديدا بـ"الانقلاب" وما تبعه من اعتقالات.
وأظهرت مقاطع فيديو عبر البث المباشر، على صفحات تواصل نشطاء سودانيين، خروج حشود من المواطنين إلى ميادين وشوارع في الخرطوم؛ احتجاجا على ما سموه بـ"الانقلاب العسكري".
وتصاعدت الأدخنة بكثافة جراء إضرام المحتجين النيران في إطارات سيارات لقطع طرق الرئيسية، والحيلولة دون تمكن قوات الأمن من تفريق الحشود.
وردد المتظاهرون هتافات من قبيل "بالروح بالدم.. نفديك يا سودان"، و"لن يحكمنا البرهان"، في إشارة إلى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي "جيفري فيلتمان"، عن تفاؤله بوجود مخرج للأزمة الحالية في السودان، وذلك عقب لقائه حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في العاصمة الخرطوم.
ومنذ أسابيع؛ تصاعد توتر بين المكونين العسكري والمدني بالسلطة الانتقالية؛ بسبب انتقادات وجهتها قيادات عسكرية للقوى السياسية على خلفية إحباط محاولة انقلاب في 21 سبتمبر/أيلول الماضي.
ويعيش السودان، منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام.