أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول ملف الأسرى فيها، زاهر جبارين، اليوم الإثنين، أن صفقة تبادل الأسرى الجديدة ستكون مشرفة تفرض فيها المقاومة الفلسطينية شروطها العادلة على المحتل الإسرائيلي.
جاء ذلك في أثناء كلمة ألقاها جبارين بمهرجان نظّمته لجنة الأسرى التابعة للقوى الوطنية والإسلامية بمدينة غزة، بمناسبة الذكرى العاشرة لصفقة "وفاء الأحرار"، التي تمكنت من خلالها المقاومة من تحرير 1047 أسيرا وأسيرة من سجون الاحتلال.
وقال جبارين، إن ذكرى الصفقة تمثل ذكرى عز وفخار بانتصار الأسير على سجانه والضحية على جلاده والمقاومة على المحتل في زمن عزت فيه الانتصارات وتزايدت المؤامرات على شعبنا وقضيتنا وقدسنا.
وأضاف أن المقاومة الفلسطينية قدمت في سبيل تحرير الأسرى المئات من الشهداء والجرحى خاصة في معركة سيف القدس البطولة الأخيرة، معلنة أن معركة كسر قيدهم على رأس سلم أولوياتها.
تجديد العهد
وتابع أن احتفال اليوم "يأتي لتجديد العهد أننا على طريق تحرير الأسرى سائرون مهما كلف الأمر من أثمان باهظة، وأن حريتهم دونها الأرواح والأموال والدماء".
وأشار جبارين إلى أن المقاومة رفضت كافة الإغراءات وأفشلت كل المؤامرات وكسرت إرادة المحتل المجرم وتمسكت بحقها في انتزاع حرية الأسرى، "فلا شيء يعدل عند المقاومة ثمن حرية إنسان مقاوم على هذه الأرض".
وأضاف أن "وفاء الأحرار" أثبتت صوابية نهج المقاومة ومشروعها في مقابل فشل كل مشاريع الاستجداء والعبث ونهج التسوية، فالاحتلال بعقليته العنجهية لا يفهم إلا لغة القوة.
وتابع أن من لا يمتلك أوراق ضغط على الاحتلال لن يتقدم في أي اتجاه بل يتأخر ويتراجع ولن يحصل على أبسط حقوق شعبنا مهما كانت عادلة.
قيادة شجاعة
ولفت جبارين إلى أن الصفقة أثبتت أن شعبنا بأمس الحاجة إلى قيادة وطنية شجاعة واعية تترجم تضحياته وقدرته على الصمود والتحدي وفرض الإرادة على الاحتلال.
وأشار أيضا إلى أن الصفقة زادت وما زالت من المناعة الوطنية الفلسطينية وعززت التضامن بين أبناء الشعب الواحد ورفعت روحهم العنوية وشكلت أملا متجددا لكل الأسرى وعائلاتهم.
أما على صعيد مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي، فلا زالت التداعيات السياسية والإستراتيجية تشغل بال الإسرائيليين وتناقش بينهم إلى اليوم، إذ شكلت فشل استخباراتيا بعدم الحصول على أية معلومات بسيطة عن مكان الجندي جلعاد شاليط وأسريه في قطاع غزة، بحسب جبارين.
في هذا السياق، حذّر عض المكتب السياسي حماس الاحتلال الإسرائيلي من مناوراته المكشوفة وألاعيبه المقيتة في قضية التوصل لصفقة تبادل جديدة، مشددا على أن كل محاولات حرف البوصلة "لن تفضي إلا إلى الإذعان لمطالب حماس وشروطها".
وزاد أن المقاومة وعلى رأسها حماس تتابع عن كثب ما تقوم به سلطات الاحتلال ضد الأسرى وأبسط ظروف معيشتهم داخل السجون، محذرا الاحتلال من المساس بالأسرى "فهم أخط احمر قد يشعل المنطقة بأسرها.
وخاطب جماهير الشعب الفلسطيني بأن تضامنكم وتلاحمكم المتواصل مع العدو هو السد المنيع والحصن الأول الذي يحسب له ألف حساب"، داعيا في هذا السياق إلى تصعيد الفعاليات والبرامج الوطنية وحملات التضامن مع الأسرى على كافة الأصعدة.
كما أشار إلى أهمية العمل الجمعي لمؤسسات الأمة لتحرير الأسرى فقضيتهم إنسانية وعادلة وعلى الجميع أن يستمر في التوحد خلفها وتقديم الدعم لها على كافة الصعد والمجالات السياسية والقانونية والاجتماعية.