قائمة الموقع

​"الفاروق" ناقص البناء عامرٌ بالعُبّاد

2017-06-15T08:05:51+03:00

دفع عدد المصلين الكبير باتجاه اتخاذ قرار بالصلاة في مسجد الفاروق، مع عدم اكتمال إعادة إعماره، أيضًا شوق الأهالي وحنينهم إلى مسجدهم عززا ذلك، بعد تغييبهم عنه قسرًا نحو ثلاث سنوات.

الأهالي سعداء بإنجاز المرحلة الأصعب في بناء مسجدهم، الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة عام 2014م.

لذلك قرروا أداء عباداتهم وقيام ليالي شهر رمضان في الجزء الذي بني، من أموالهم وتبرعاتهم البسيطة والمتواصلة دون كلل أو ملل، مع حالة الفقر التي يعيشون فيها بمخيم الشابورة أحد مخيمات اللاجئين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وتضمن القرار الانتقال من المسجد البديل الذي بناه الأهالي من ألواح (الزينجو) في مكان قريب عقب تدمير المسجد إلى المسجد الجديد الذي شرع ببنائه، طيلة شهر رمضان فقط، ثم العودة إلى المسجد البديل، إلى أن يكتمل البناء.

أبو محمد أبو موسى (63 عامًا) أعرب عن سعادته بالانتقال إلى المسجد الجديد، كونه يتسع لعدد أكبر من المصلين، قائلًا: "نقيم الصلاة فيه مع عدم اكتمال بنائه، وندعو أهل الخير للتبرع من أجل تشييده بأفضل صورة".

وتوقفت أعمال البناء في المسجد بعد إنجاز (البدروم) والطابق الأرضي، علمًا أنه مصمم ليضم (بدروم) وطابقًا أرضيًّا وسدة وطابقًا أول وقبة ومئذنة، فكانت العودة إلى المسجد من أجل تنظيم حملات تبرع جديدة لإتمام بنائه.

ويتسع المسجد لقرابة 2000 مصل، يبنى على مساحة 1360 مترًا مربعة، بتكلفة تقديرية إجمالية لكامل البناء 1.350.000 دولار، ويخدم سكان المخيم بالدرجة الأولى وسكان المخيمات المجاورة.

وتابع أبو موسى: "افترشناه بقطع من السجاد والحصر، ووضعنا غطاء على السقف المفتوح ليخفف من حدة أشعة الشمس على رؤوس المصلين وقت الظهر"، مضيفًا: "العبادة لها طعم آخر ورونق خاص في المسجد، خصوصًا في شهر رمضان المبارك".

أما المسن أبو أحمد الباشا (70 عامًا) فعادت له الروح الإيمانية بمجرد العودة إلى المسجد والصلاة فيه، وفق ما بين لصحيفة "فلسطين"، مشيرًا إلى أنه انتقل إلى مسجد آخر لبعد المسجد البديل عنه، وعاد اليوم إلى المسجد الجديد، وعادت معه الذكريات الجميلة التي عاشها على مدار سنوات عمره فيه.

وقال: "نقيم الصلاة في الطابق الأول من المسجد مع افتقاره للأبواب والشبابيك والسجاد، لكننا مستأنسون وسعداء بذلك"، مضيفًا: "قصف الاحتلال للمسجد في ليلة السابع عشر من شهر رمضان قبل ثلاثة أعوام سبب لنا الحزن والحسرة".

وتابع الباشا: "الأهالي بكوا على تدمير المسجد وفراقه وتأثروا أكثر مما بكوا على أبنائهم ومنازلهم، لمكانته الكبيرة في قلوبهم، وليعلم الاحتلال أنه إن دمر جدرانه ومعالمه فإنه لم يدمر مكانته في قلوبنا، وسنعيد بناءه وإعماره بالصلاة".

دعوة للتبرع

من ناحيته بين عضو لجنة إعمار المسجد خيري أبو سنجر أن المسجد أسس عام 1950م بعد النكبة الفلسطينية، ويقع في منطقة ذات كثافة سكانية عالية، يسكنها نحو 63 ألف نسمة.

وأشار إلى أن المسجد يعد منزلًا لكل أبناء الحي، فهو بمنزلة نقطة انطلاق للإصلاح بين الناس ولمشاركة سكان الحي في أفراحهم وأتراحهم، إذ إن شباب الحي يشهرون زواجهم بين جنباته، وإنه يمد السكان بمياه الشرب المعالجة، فضلًا عن وجود حلقات يومية لتحفيظ القرآن وعلومه.

وقال: "الأهالي بنوا مسجدًا بديلًا من الصفيح بعد الحرب، لكنه بعيد عن كثير من المصلين الذين تفرقوا للصلاة في مساجد أخرى، ولا يتسع للعدد الكبير من رواد المسجد"، لافتًا إلى أن الأهالي الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل الوطن لم يبخلوا بالتبرع لبناء المسجد مع فقرهم وعوزهم، خصوصًا النساء والأطفال.

وبين أبو سنجر أن اشتياق الأهالي إلى الصلاة في المسجد وسعته الكبيرة دفعا باتجاه الانتقال إليه بصورته الحالية في رمضان، مع أنه لا يزال في المرحلة الأولى من بنائه، وقيد الإنشاء.

وأطلق دعوة لأهل الخير للتبرع بما يسر الله عليهم من أموال، من أجل إتمام بناء المسجد ليتسع لمئات المصلين من سكان الحي، قائلًا: "المسجد بحاجة للكثير من التبرع والدعم، حتى إن الطابق الذي نصلي فيه بحاجة إلى شبابيك وأبواب وسجاد ومنبر وغيره من الإنشاءات اللازمة".

ولفت أبو سنجر إلى أن سكان المخيم البسيط والفقير قد يعجزون عن إتمام البناء، لذلك الباب مفتوح لأبناء الإسلام في العالم لتقديم يد العون للمسجد لإكمال بنائه بهيئة جميلة.

اخبار ذات صلة