كشفت منظمة حقوقية إسرائيلية عن تفاصيل مروعة حول حادثة خطف مستوطنين إسرائيليين الطفل الفلسطيني طارق الزبيدي (15 عامًا) في الضفة الغربية، قبل شهرين وتعذيبه بالنار.
وقالت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم" في بيان لها اليوم السبت، إن الطفل الزبيدي تعرض للخطف أثناء تنزهه مع 5 من أصدقائه قرب قريتهم سيلة الضاهر قضاء مدينة جنين شمالي الضفة.
وذكرت أن مجموعة كبيرة من مستوطني "حومش" الإسرائيلية المقامة على أراضٍ فلسطينية تتبع جنين، وصلت بوقت لاحق بسيارات إلى المنطقة، تحمل الحجارة والعصي.
وبينت أن الأولاد الفلسطينيون فروا بسرعة من المكان، إذ بدأ مستوطن برشقهم بالحجارة بينما تمكّنوا من الهرب عائدين إلى قريتهم؛ "لكن طارق فشل في مواكبة أصدقائه على إثر إصابة في ساقه تعرض لها قبل أسبوعين فقط من الحادث".
وأوضح الزبيدي: "تقدم المستوطنون نحوي وضربوني بسيارتهم، فسقطت على الأرض؛ توقفت السيارة ونزل منها 4 مستوطنين، وكان بعضهم يحمل عصي، وهاجموني وضربوني بكتفي وبالساقين والظهر."
وأشار إلى أنهم قيدوا يديه وقدميه وقيدوه بالسلاسل في غطاء محرك سيارتهم، قبل أن يقودوه لـ "حومش"، إذ ارتطم بالفرامل، مما تسبب في سقوطه على الأرض.
وبين أنه عند وصوله إلى المستوطنة هرع مستوطنون آخرون لركله والتهكم عليه، مبينًا أن محنته عبارة عن رشه بالفلفل والبصق على وجهه، وطوال ذلك الوقت كان يُلعن بالعربية والعبرية.
وأردفت بتسيلم: "وبينما استمروا في الاعتداء عليه، حمله المستوطنون وعلقوه على شجرة لحرق قدميه".
وبيّن الزبيدي: "تُركت معلقًا هكذا لمدة 5 دقائق وعيني مغطاة، شعرت بهما يقطعان ويفركان جلد قدمي اليسرى بأداة حادة. كنت أشعر بألم شديد. لم أستطع تحمله".
واستطرد: "فجأة، شعرت بحروق شديدة في قدمي اليمنى من ولاعة أو ما شابه ذلك، واستمر ذلك لثوانٍ قليلة؛ صرخت وبكيت من الألم والخوف، ولم ينزلوني عن الشجرة حتى ذلك الحين".
وأضاف: "ثم ضربوني على رأسي بعصا وفقدت وعيي".
وأفادت "بتسيلم" بأن جنود الاحتلال وصلوا بعد فترة وجيزة في جيب عسكري واتهم المستوطنون طارق برشقهم بالحجارة.
ولفتت المؤسسة الحقوقية النظر: "عندما استعاد طارق وعيه على أرضية الجيب العسكري، هدده الجنود باعتقاله حال رشقه بالحجارة مجددًا".
وأشار الزبيدي: إلى أنهم "قالوا إنهم يعرفون كل شيء عني وأنه إذا رشق أحد المستوطنين بالحجارة فإنهم سيأتون إلى منزلي ويعتقلوني".
وذكرت المنظمة أن عم طارق وشقيقه الأكبر قاما بوضعه على الفور بسيارة إسعاف فلسطينية ونقله إلى مستشفى في جنين، بعد أن تم نقله من المحطة.
وصرح الزبيدي: "تم نقلي إلى غرفة الطوارئ، حيث تم فحصي وفحصي بالأشعة السينية. وجدوا كدمات وجروح في كتفي وظهري وساقي، بالإضافة إلى جروح وحروق في قدمي".
وتابع: "بقيت هناك حتى ظهر اليوم التالي، ثم خرجت من المستشفى"، مضيفًا أنه على الرغم من الخروج إلا أن جسده كان مؤلمًا ولا يستطيع المشي بسبب الجروح والحروق في قدميه.
ويهاجم المستوطنون بشكل يومي الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، التي يستوطن فيها قرابة 650 ألف إسرائيلي بما فيها القدس المحتلة؛ يقيمون في 164 مستوطنة و116 بؤرة.
وقالت "بتسيلم" إن الهجوم على الزبيدي هو عاشر هجوم استيطاني على فلسطينيين قرب "حومش"، وثقته المجموعة منذ بداية عام 2020.
واستدركت: "قد تكون القضية قاسية بشكل استثنائي، لكن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، غالبًا يتم بمشاركة جنود، أصبح منذ فترة طويلة جزءًا من السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية وجزءًا لا يتجزأ من روتين الاحتلال".
وختمت: "النتيجة طويلة المدى لهذه الأعمال العنيفة هي تجريد الفلسطينيين من مساحات متزايدة من الضفة الغربية، مما يسهل سيطرة إسرائيل على الأراضي والموارد هناك".