فلسطين أون لاين

​الاحتلال يرهن علاج 60% من مرضى سرطان غزة بـ"الفحص الأمني"

...
غزة - مريم الشوبكي

يرهن الاحتلال الإسرائيلي وصول نحو 60% من مرضى السرطان في قطاع غزة إلى المشافي التخصصية في (إسرائيل) والضفة الغربية باجتيازهم مرحلة "الفحص الأمني" التى تستغرق وقتاً طويلاً، وتقييد مرافقيهم بالشروط الموضوعة للسفر، أبرزها عامل السن" 55 فما فوق" وقرابة من الدرجة الأولى، الأمر الذي يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.

انسداد في الرئة

محمد جربوع (65 عاماً) من مدينة رفح جنوب القطاع، منعته سلطات الاحتلال من السفر لاستكمال علاجه في مستشفيات الضفة المحتلة "تحت حجة الفحص الأمني"، الأمر الذي ترتب عليه تدهور في حالته الصحية، والذي أدخل على إثرها المستشفى الأوروبي منذ ثمانية أيام.

تقول ابنته مي: "إن أبي مصاب بسرطان الرئة والمريء منذ سبعة أشهر، وضعه الصحي حرج للغاية، بسبب توقفه قسراً عن أخذ الجرعات اللازمة للقضاء على الورم الخبيث".

وأضافت لصحيفة "فلسطين" الآن يواجه صعوبة في التنفس لوجود انسداد في مجرى المريء، نحن عاجزون عن إخراجه لاستكمال علاجه ونخشى أن يفارق الحياة".

وناشدت الجهات الرسمية للتدخل لإنقاذ حياة والدها والسماح له بإكمال علاجه في مستشفيات الضفة.

كشف دوري

أما المريضة نايفة جربوع (48 عاماً) تقطن في مدينة رفح، مُنعت من السفر منذ عام تقريباً ومنذ ذلك الوقت وهي "تحت الفحص الأمني"، و لم تكمل علاجها، وقد تبقى لها خمس جرعات للقضاء على سرطان الثدي الذي تعاني منه.

قالت جربوع لصحيفة "فلسطين": "أخذت 12 جرعة وباقي خمس جرعات ولا زلت أنتظر منذ عام السفر إلى مستشفيات الداخل لاستكمالها، ونظرا لمنعي من السفر أضطر إلى شراء العلاج على نفقتي الخاصة منذ أربعة شهور، فالعلاج غير متوفر في وزارة الصحة بغزة".

وأضافت: "وضعي المادي سيئ، زوجي مريض وعاطل عن العمل، ولدي ثمانية أولاد يحتاجون إلى رعاية ومصاريف، وفي بعض الأحيان لا أستطيع شراء الدواء، فيساعدني أهل الخير في توفيره".

ونوهت إلى أنها تحتاج إلى كشف طبي دوري من قبل الأطباء المشرفين على حالتها وبناء عليه يقدرون وضعها الصحي والعلاج الواجب عليها الخضوع له للسيطرة على الورم وعدم تفشيه.

فيما تنظر أم علي أبو عابد من مدينة خان يونس بعين الترقب لحالة طفلها "علي" ذي الست سنوات ، والذي يعاني من سرطان المخيخ.

وبينت أبو عابد لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال منع علي من تلقي علاجه وسفره عبر معبر بيت حانون/ إيرز، بحجة أن عمر المرافق له أقل من (55 عاماً).

وأشارت إلى أنها منعت من مرافقة طفلها في رحلة علاجه في الضفة الغربية، ومن ثم منع والده الذي يبلغ 38 عاماً، ولا يوجد مرافق في مثل هذا العمر يمكن أن يذهب مع علي، فوالدتها متوفاة ووالدة زوجها تبلغ (75 عاما) تعاني من ضعف في السمع والنظر.

وقالت أبو عابد: "مُنع طفلي من تلقي علاجه منذ ثمانية أشهر، ووضعه الصحي في تراجع، فقد أجرى أكثر من عملية في عينه والتي ساءت حالتها بسبب عدم قدرته على أخذ علاجه لعدم توفره بالقطاع، أخشى من أن يفقد بصره".

وأضافت: "يحتاج طفلي إلى كشف دوري كل شهرين للكشف عن حالة الورم وأخشى من تفاقم وضعه الصحي".

وطالبت أبو عابد بتسهيل السفر لمرضى السرطان في قطاع غزة، وإلغاء تحديد عمر المرافق، مؤكدة أن مريض السرطان يحتاج إلى عناية مكثفة.

من جهته، أشار الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إلى أن ما يزيد عن 60% من مرضى الأورام تمنع سلطات الاحتلال دخولهم تجاه المشافي التخصصية لمبررات غير مقبولة وتتنافى مع القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، مشيراً إلى أن مرضى الأورام يحتاجون إلى علاجات إشعاعية وتدخلات غير متوفرة في القطاع في ظل الحصار.

وأكد أن انعكاس أزمة النقص في الأرصدة الدوائية يؤثر على مرضى السرطان وأمراض الدم حيث إن 90% من خدمات مرضى السرطان متوقفة تماماً، كما أن هناك نقصا حادا في الأدوية العلاجية وصلت إلى 37 صنفا من أصل 67 صنفا.

وأوضح القدرة أن هناك خللا يتعلق بالبروتوكولات العلاجية الخاصة بمرضى السرطان المكون من 3 أصناف فأكثر، لافتاً إلى أن غياب أي صنف من هذه الأصناف يؤثر على القيمة العلاجية للبرتوكول العلاجي وبالتالي تهديد واضح على صحة مرضى السرطان.