فلسطين أون لاين

"سرطان الثدي".. عن واقعه فلسطينيًّا وجدار الحماية من الإصابة

...
صورة تعبيرية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

تنشط الحملات في شهر أكتوبر من كل عام للتوعية بسرطان الثدي، وتسلط الضوء على واقع المرض في فلسطين، تساؤلات حول الأسباب التي تجعله أكثر الأورام انتشارًا بين النساء.

وتظهر معطيات وزارة الصحة بأن متوسط أعداد المصابين بسرطان الثدي في فلسطين يزيد على 850 حالة سنويًّا، 330 منهم في قطاع غزة، وهذا الرقم يضع سرطان الثدي على رأس أكثر أمراض الأورام انتشارًا بنسبة 32%. على حين يحتل نسبة 18% من مجمل أمراض الأورام التي تصيب النساء والرجال على حد سواء حَسَبَ مدير دائرة التثقيف وتعزيز الصحة بوزارة الصحة د. معين الكريري.

ويوضح الكريري لصحيفة "فلسطين" أنه تُسجَّل مليونا إصابة بسرطان الثدي حول العالم سنويًّا، لكن ما يميز الدول الأخرى ونحن أيضًا في فلسطين في الفترة الأخيرة أن معظم الحالات تكتشف في مراحل مبكرة نسبيًّا أي في المرحلتين الأولى والثانية، وهو ما يرفع نسبة الشفاء بشكل كبير تصل إلى 90%.

ويلفت إلى معدل حدوث سرطان الثدي بواقع 16 حالة لكل 100 ألف من السكان، و32 سيدة لكل 100 ألف من الإناث.

طريقة الفحص

وحول نظام وزارة الصحة للكشف عن المرض، يبين أن السيدات فوق سن الأربعين يجب عليهن إجراء صورة أشعة للثدي "ماموجرام" لاكتشاف احتمالية وجود ورم سرطاني، وهذا الفحص يتم مرة كل عامين، ولو كان لديها تاريخ مرضي بإصابة أحد أفراد العائلة بالمرض نفسه فعليها البدء في إجراء هذا الفحص في سن خمس وثلاثين عامًا.

كما يجب على الفتيات في العشرين فما فوق إجراء "الفحص الذاتي" عن طريق اليد بعد انتهاء الدورة الشهرية بسبعة أيام، لافتًا إلى أن الفرق الصحية تنشط في أكتوبر لتعليم وتثقيف الفتيات وتدريبهن على إجراء الفحص.

في هذا الإطار تحدد منسقة حملة "مش عيب يلا نفحص" بمؤسسة فارس العرب للتنمية والأعمال الخيري جورجيت حرب لصحيفة "فلسطين" علامات تظهر للنساء بواسطة الفحص الذاتي لملاحظة أي تغييرات بشكل الثدي، كوجود تكتلات غريبة ليست بمكانها الطبيعي، والملاحظة بالعين المجردة والنظر للتغير في لون الجلد، وحجم ووجود إفرازات به.

لكن كريري يؤكد أن تلك العلامات إضافة إلى وجود نتوءات وارتفاع درجة الحرارة، هي علامات محتملة لوجود الإصابة الذي لا تؤكده حتى صورة أشعة "ماموجرام" وإنما العينة المجردة تحت الميكروسكوب بالمختبر.

أسباب الإصابة

وعن أسباب الإصابة، يبين كريري أن العوامل مختلفة فمنها ما يتعلق بالبعد الوراثي الذي يقف وراء إصابة حوالي 10% من حالات سرطان الثدي المكتشفة، ويعود ذلك لوجود خلل في الجينات الموروثة من الآباء إلى الأبناء والبنات وهو جين (BRCA1/BRCA2) فبمجرد اكتشاف تلك الطفرات، تتوفر خيارات المراقبة والجراحة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان.

ولدى سؤاله حول كيفية الإصابة بالمرض نتيجة اضطراب الهرمونات، أوضح أن هرمون "الإستروجين" يؤدي دورًا رئيسًا في تطوير الخلايا السليمة، ويمارس الدور نفسه في تعزيز أنشطة الخلايا السرطانية، إذ إن مستقبلات الهرمون داخل الخلية –سواء السليمة أو العادية– يمكن أن تجعل الخلايا تتكاثر بسرعة، ما يؤدي إلى زيادة نمو الورم وحجمه.

وإذ تظهر النسب تربع سرطان الثدي على قائمة الأورام الأكثر انتشارًا بين النساء، فإن 1.2% من المصابين بالمرض ذاته هم من الرجال، وفق إحصائية نشرتها وزارة الصحة بغزة، ما يثير تساؤلًا حول إن كان هناك فارق بين سرطان الثدي الذي يصيب النساء والرجال وماذا يعني إصابة الرجال به.

يجيب كريري بتأكيد وجود فارق كبير لأن إصابة الرجل تعد من الحالات النادرة، كما يعد التدخل العلاجي أسرع للرجل لأنه غير مرتبط بهرمونات كما هو الحال لدى السيدات، ويعطي نتائج أكثر إيجابية مقارنة بالسيدات، فحجم المضاعفات ينخفض عن تلك التي تحدثها أورام النساء.

ويشير إلى أن قصة اكتشافه لدى الرجل مرتبطة بالبصر وذلك بملاحظة تورم المنطقة المحيطة بالورم ونتوء ظاهرة بمنطقة الثدي وخشونة بالخلايا.

ويقدر أنه من بين كل 100 سيدة تصاب بالسرطان هناك فرصة لإصابة رجل، وتزداد فرصة إصابة الرجل مع تقدم العمر ووجود عوامل جينية وتاريخ عائلي للإصابة بالإضافة لعوامل منها أمراض الكبد، زيادة الوزن، والسمنة والتدخين.

من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة ما هو متعلق بأسلوب الحياة كعدم ممارسة الرياضة والسمنة، وكذلك العلاجات الهرمونية البديلة في مدة انقطاع الطمث، والتعرض لإشعاع معين، والبلوغ المبكر للفتاة، وإنجاب الأطفال في سن متأخرة أو عدم إنجاب الأطفال، والتقدم في العمر.

ويوضح الكريري أن هناك نحو ثلاثة آلاف ناجية في قطاع غزة في السنوات العشر الأخيرة.

وهذا ما يدفع جورجيت حرب للتأكيد أن تعزيز التثقيف لدى أفراد المجتمع يجعل الفحص المبكر سلوكًا دوريًّا تؤديه الفتيات والسيادات لتفادي الإصابة أو اكتشافه مبكرًا.

وتؤكد حرب أن التقارير الصحية لمنظمة الصحة العالمية تثبت أنه حتى الأورام الخبيثة بمراحلها الأولى يتم التخلص منها دون معاناة، باستئصال المرض وليس الثدي، وأن النساء يجب أن يعرفن أن المرض كان سابقًا مميتًا لكن التعافي منه حاليًّا أصبح سهلا، وإلا فإنهن يقعن بأخطاء كالخوف من الوفاة وتساقط الشعر والخشية من استئصال الثدي على الرغْم من أن تقارير منظمة الصحة العالمية تظهر أن 80% من الأورام المكتشفة تكون غالبًا حميدة.