فلسطين أون لاين

​في ظل ظروف القطاع الصعبة ..صلة الرّحم أهم من الهديّة

...
غزة - نسمة حمتو

في الظروف الصعبة التي يعيش فيها أهالي قطاع غزة من أزمة رواتب، وانقطاع التيار الكهربائي، والحصار المفروض منذ ما يزيد على 11 عامًا، وعدم وجود فرص عمل؛ صلة الأرحام لم تغِب عن بالهم قط، فيحاولون قدر الإمكان صلة رحمهم، ولو بهدايا بسيطة.

ضائقة مالية

المواطن أحمد عبد الرحمن (33 عامًا) له من الشقيقات أربعة و3 إخوة، يحرص كل رمضان على زيارتهم جميعًا ليزيد من علاقات الحب والود والألفة معهم، ولكنه هذا العام كان يشعر بضائقة مالية كبيرة بسبب الخصم من راتبه.

عبد الرحمن قال لـ"فلسطين": "لا أستطيع أن أتخيل أن أزمة الرواتب ستحرمني زيارة أخواتي، ولكنني قررت أن أذهب إليهم جميعًا بهدايا بسيطة ورمزية، الشيء الجيد في الأمر أن الجميع يمر بالأزمة وهم متفهمون لأوضاعنا المادية السيئة، لذا كان لابد من زيارتهم".

وأضاف: "رمضان يأتي مرة واحدة في العام فقط والأخت تنتظر بصبر نافد قدوم أخيها إلى منزلها كي تقر عينها به وبوالدها سندها، وتتباهى بهم أمام أهل زوجها، فلماذا نحرمها زيارتنا؟!، أتمنى على الجميع أن يتفهموا الضائقة المالية التي يمر بها الشباب، وأن الهدايا البسيطة هي لاستمرار الود فقط، وأن قيمتهم أكبر بكثير".

هدايا رمزية

أما خالد أبو سمرة (29 عامًا) فهو كذلك مع الضائقة المالية التي يعيش فيها وعدم وجود راتب شهري له حرص هذا العام على زيارة شقيقاته السبعة بهدايا رمزية، كي لا يقطع رحمه في هذا الشهر الفضيل.

وقال أبو سمرة لـ"فلسطين": "جميعنا نمر بالظروف نفسها، الوضع المادي لدى الجميع سيئ، وهنا في غزة أسر بصعوبة تستطيع توفير الطعام كي تفطر به، وبعضٌ لا يجد ما يفطر به أساسًا، صحيح أننا نعاني الأمرين بسبب هذه الأزمة، وبعد أسابيع سيأتي العيد ونحتاج إلى مصاريف أخرى، ولكن هذه الزيارة لا ينبغي أن تقطع".

وتابع قوله: "أتمنى على كل أخ أن يتفقد أخواته وإخوته، أن يشعر بعضنا ببعض في هذا الشهر الفضيل؛ فهناك من الناس لا يطلبون الشيء في حين هم يعانون أشد المعاناة، يجب أن نكون مترابطين ومتعاونين حتى تمر هذه الأزمة".

ولا يختلف الحال كثيرًا عند المواطنة غدير ماضي (30 عامًا) فهي اعتادت زيارة أخوات زوجها وأهله في رمضان، وجلب الكثير من الهدايا لهم، ولكن بسبب الضائقة المالية التي يمر بها زوجها اضطرت إلى شراء هداية جيدة، ولكن بأسعار أقل.

وقالت لـ"فلسطين": "علينا جميعًا التأقلم مع الأوضاع المالية التي نعيش فيها، عدد قليل فقط من العاملين في مؤسسات الوكالة أو المؤسسات الخاصة هم من يحصلون على راتب، والجهة الأكبر يحصلون على رواتب لا تكاد تكفيهم وعائلاتهم، لذلك لابد أن يكون هناك تآلف وتراحم بين الجميع".

وتابعت قولها: "المشاركة شيء جميل، لو حرص كل منا على السؤال عن أخيه أو جاره أو صديقه وتفقد وضعه المادي لكان الوضع أفضل بكثير مما نحن عليه الآن، لا نعلم ما الوضع سيكون في الأيام المقبلة، ولكن أفضل شيء ممكن أن نقوم به هو صلة الرحم، وإن دون هدايا".

أوضاع صعبة

أما ريهام رياض (33 عامًا) فستضطر هذا العام للذهاب إلى أخواتها وشقيقات زوجها دون هدايا؛ فوضع زوجها المادي لا يسمح بشراء شيء، إذ خصم 50% من راتبه ولم يتبق له سوى 200 شيكل فقط.

رياض قالت لـ"فلسطين" عن حرصها على زيارة الأهل في رمضان مع سوء الأوضاع المادية: "كلٌّ يعلم الوضع الذي نعيش فيه، وبصعوبة نوفي متطلبات يومنا، هذا إن وفرناها، ولكننا لا نستطيع أن نحرم أنفسنا وأقاربنا الزيارة، لا ينبغي أن تكون الهدية عائقًا؛ فهي ليست ضرورية، ومن لا يريد تفهم الأمر فعليه أن يعيد حساباته".