يضطر العديد من الطلاب الجامعيين في فرنسا للوقوف في طوابير أمام الجمعيات الخيرية للحصول على الطعام بسب المشاكل المادية.
ويواجه الطلاب صعوبات مادية جراء تداعيات جائحة كورونا وارتفاع معدلات التضخم، وعدم قدرة أسرهم على تقديم الدعم الكافي لهم.
ورغم تحفيف قيود مكافحة كورونا وانعاش الاقتصاد مجددا إلا أن ذلك لم يكن كافيا لحل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الطلاب.
وبسبب تراجع دخل العديد من الأسر أو فقدان عملها خلال الجائحة، لم تعد قادرة على تقديم المساعدة الكافية لأبنائها الذي يدرسون في الجامعات.
ومما زاد الطين بلة بالنسبة للطلاب، ارتفاع إيجارات المنازل لاسيما في باريس، وتراجع فرص العمل وتوفير المسكن، وتسجيل التضخم في أيلول/سبتمبر المنصرم، أعلى معدل في آخر 10 أعوام، كل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى دخول الطلاب في ضائقة مالية.
ومع عدم تمكن الطلاب من التغلب على هذه الصعوبات، اضطر الكثير منهم لطرق أبواب الجمعيات الخيرية التي تقدم مساعدات غذائية.
ومن تلك الجمعيات جمعية Linkee في باريس، التي يصطف أمامها الطلاب في طابور يمتد لأمتار طويلة للحصول على حزم المساعدات الغذائية.
والتقت الأناضول عددا من هؤلاء الطلاب الذين فضلوا عدم الكشف عن ألقابهم، حيث تحدثوا عن معاناتهم.
وقالت الطالبة "أكسيل" إنها كانت تعمل في مجال رعاية الأطفال بالتوازي مع دراستها إلا أنها فقدت عملها، بعدما التزم الأهالي المنازل بسبب تدابير كورونا.
وأضافت: "لم يعد لدي دخل اضافي لتلبية احتياجاتي الغذائية، ومعونة الإيجار (المقدمة من الدولة) ليست كافية لتأمين كافة احتياجاتي".
وأفادت أنها لم تستطع الحصول على منحة دراسية من الدولة، وأردفت: "أحصل على 100 يورو معونة إيجار، وهي لا تكفي لسداد الإيجار وشراء الأغذية، كما أن الأسر أيضا لا تستطيع تلبية كافة احتياجات الطلاب، وننتظر أن تقدم الدولة مساعدة مالية لنا".
أما غابرييلا، فأوضحت أنها قدمت من بولندا لتلقي التعليم الجامعي بفرنسا، وأنها تعاني من مشاكل اقتصادية في باريس.
وقالت: "لقد جئت من بلد أقل ثراءً من فرنسا، فليس من السهل أن تعيش حياة عادية (هنا)، المساعدة (الغذائية) التي أتلقاها هنا تمنحني الراحة المالية".
من جهتها قالت إيفاتي، التي تدرس في جامعة باريس ديدرو: "لا نحصل دائمًا على دعم (مالي) كبير للتغذية. هناك أيضا نفقات الإيجار والفواتير والمواصلات".
وأشارت إلى أنهم يعانون من صعوبة في المعيشة بسبب النفقات المذكورة، مضيفة: "بمساعدة جمعية Linkee، يمكننا تأمين غذاء لا يمكننا الحصول عليه بطريقة أخرى".
كما ذكر كليمنس أن المنح الدراسية التي تقدمها الدولة غير كافية، وقال: "الدعم الذي تقدمه الحكومة يتناقص تدريجيا".
فيما أشارت كلارا إلى أنها لا تستطيع كسب لقمة العيش رغم العمل خلال عطلات نهاية الأسبوع.
وأكدت كلارا أن معظم الطلاب يواجهون صعوبات اقتصادية.
من جهته، ذكر ألوان أنه جاء إلى باريس قبل 3 أسابيع للدراسة في الجامعة.
وأوضح أن محفظته سُرفت ولا يملك نقودا وأنه جاء إلى هنا لتلبية احتياجاته الغذائية.
وقال: "العديد من أصدقائي الطلاب يعانون من مشاكل اقتصادية. الحياة هنا باهظة الثمن. لحسن الحظ، هناك مساعدات غذائية".