غادة أبو شعبان، أم لثلاثة أطفال في المرحلة الابتدائية، أزاح اعتماد "التعليم الوجاهي" هذا العام عن كتفها حِمل تدريس أبنائها الذي كانت قد حملته العام الماضي، بسبب اعتماد "التعليم عن بعد" في إطار مكافحة جائحة كورونا.
توضح غادة في حديث لصحيفة "فلسطين" أن اعتماد وزارة التربية والتعليم "التدريس الوجاهي" خفف عنها مسؤولية إيصال المعلومة لأطفالها وتعليمهم بشكل منهجي، وإبقاء مسؤوليتها على هي متابعتهم ومراجعة دروسهم للامتحانات.
ونبهت إلى أنه في بعض الأحيان يكون هناك مشكلات في بعض المواد الدراسية، إما بسبب تغيب المعلمين نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا، أو سرعة شرح المقرر الدراسي، وهو ما يؤثر في قدرة الطالب على الاستيعاب.
أما نفين البنا، والدة طفل في الصف الثالث الابتدائي، تتابع مع أمهات أخريات مجموعة "واتساب" خاصة بفصل ابنها، معتبرة تواصل الأهالي مع المدرسة أمرًا ضروريًّا، خاصة في ظل عدم تأقلم الطلبة منذ البداية على "التعليم الوجاهي"، بعد التوقف عنه، الذي أحدثته جائحة كورونا.
وتقول نفين لـ"فلسطين" إنها تحاول متابعة كل ما يُنشر من المعلمين في مجموعات الصفوف الافتراضية عبر تطبيق "واتساب"، التي اعتمدت للتدريس خلال فترة "التعليم عن بعد"، لافتة إلى أن "التعليم الوجاهي" خفف كثيرًا من العبء الملقى عليها مقارنة بما كانت تقوم به الأعوام السابقة.
وأوضحت أنه الآن يتبقى عليها مسؤولية متابعة ما يدرسه الطلبة في مدارسهم، ومراجعة دروسهم للامتحانات.
وأفاد نائب المدير العام للقياس والتقويم والامتحانات بوزارة التربية والتعليم، جمال يوسف، بأن المدارس الحكومية مقبلة على عقد امتحانات الربع الأول من الفصل الدراسي الحالي، مبينًا أن هذه الامتحانات تأتي لقياس مستوى التحصيل الدراسي للطلبة، بعد انقطاع دام أكثر من عام ونصف بسبب جائحة كورونا، إضافة إلى معرفة مستوى التحصيل الدراسي في الفصل الأول.
وأوضح يوسف أن المرحلة الحالية تسير جيدًا، في ظل حالة من الانضباط والتزام وجود الطلبة والمدرسين في المدارس، وحرص الأهالي على متابعة أبنائهم باستمرار، للتأكد من حصولهم على المهارات التي فقدوها في العام ونصف العام المنصرم بسبب كورونا.
وذكر أن موجة كورونا الثالثة كان لها تأثير واضح هذا العام على الدراسة، لكن التزام الطلبة والطواقم التدريسية إجراءات السلامة وارتداء الكمامات والتعقيم المستمر، ساهم في استمرار "التعليم الوجاهي" دون اللجوء إلى "التعليم المزدوج" أو "التعليم عن بعد" كاملًا.
وأشار إلى أنه بدءًا من 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ستبدأ امتحانات الفصل الدراسي الأول، ويليها إجازة لمدة أسبوع، ويبدأ بعدها الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي، منبهًا إلى أن الوزارة عقدت في الأيام القليلة الماضية اختبارات للصفوف من السادس حتى الثاني عشر، لقياس مستوى تحصيلهم الدراسي، وأنه تم اختيار عينات عشوائية منهم لوضع اليد على حجم "الفاقد التعليمي" وتدارك الأمر وعلاجه في المرحلة القادمة.