أثارت استضافة رئيس السلطة محمود عباس شخصيات إسرائيلية بمدينة رام الله، حالة من السخط والنقمة بين أوساط المواطنين في الضفة الغربية المحتلة.
وعدَّ هؤلاء في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، اللقاءات التطبيعية، بمنزلة تناسٍ لدماء الشهداء ومعاناة الأسرى والجرحى، والاستمرار في استجلاب مسار التسوية الفاشلة.
وعبر الشاب صامد البنا من مدينة نابلس عن غضبه من لقاءات عباس الفاشلة والمتكررة.
وقال البنا: "ألم يمل الرئيس من السنوات العجاف للتسوية التي لم تأتِ لشعبنا سوى بالويلات والدمار والفقر والحاجة أم أنه أدمن المفاوضات حتى لو اقتصر الأمر على التفاوض لفتح حاجز؟ وبعد ذلك يعد الأمر إنجازا وطنيا وشعبيا".
واستهجنت الجامعية لينا الشخير، لقاءات عباس بشخصيات إسرائيلية، وتساءلت: "ألم يسمع بأخبار الاقتحامات الإسرائيلية وارتقاء الشهداء، أم أن أحضان الإسرائيليين أهم من دموع وآهات ذوي الشهداء؟".
وقالت: "أي ذل الذي تعيشه السلطة -التي باتت مجردة من كل معاني الكرامة- بعد أن رهنت مواقفها وخططها ومستقبلها بوجود الاحتلال، بل إن رئيسها ارتضى لنفسه أن يعيش تحت (بساطير العدو) كما صرح أكثر من مرة".
كما عبرت سونيا أبو ليل عن غضبها من إصرار عباس وقيادة السلطة على نهج المفاوضات والتطبيع واستجداء عطف الاحتلال، واصفة الأمر بـ"المخزي".
وقالت أبو ليل: "السلطة لا تعمل من أجل شعبها الذي يُقتل كل يوم، بل على العكس هي باتت الآن في صف الاحتلال الذي يغتال شبابنا ويهدم منازلنا في الضفة والقدس".
وكتب الشاب محمد حوامدة عبر صفحته في "فيسبوك": "أي تناقض تعيشه السلطة وحركة فتح؟ قبل قرابة عام حثت الجماهير للخروج في الشوارع رفضا لسياسات التطبيع وعدت ذلك جريمة.. اليوم نجدها غارقة حتى أنفها في وحل التطبيع والاستجداء والذل".
مشبع بالخيانة
كما كتبت مريم صباح على صفحتها في "تويتر" قائلة: "على ما يبدو عباس مُصرٌّ على أن يغادر الحياة السياسية بل والحياة كلها وهو مشبع بالخيانة بإصراره على سلوك نهج التطبيع ولقاء قيادات العدو في الوقت الذي لا يخلو يوم من أيام الفلسطينيين من جريمة لجنود الاحتلال أو المستوطنين".
وختمت صباح: "كان الأَولى بالسلطة أن تقف إلى جانب شعبها أمام سيل الجرائم الأخيرة، ولا سميا الاغتيالات التي نفذت بالضفة، وإعلان موقف وطني بسحب الاعتراف بالاحتلال ووقف التنسيق الأمني، لكن على ما يبدو أن الوطن وشهداءه لا يعنون شيئا لا للسلطة ولا للقائمين عليها من الحزب الحاكم".