فلسطين أون لاين

يشارك فيه 50 فنانًا حوَّلوا كل خبر يقين إلى صورة

"جراح ملونة".. معرض فني يعكس حال الأسرى وغزة بعد العدوان الأخير

...
غزة/ هدى الدلو:

سواتر قماشية حملت صورًا تنقل الوجع الفلسطيني في إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبجانبها أخرى تحمل لواء الثوابت والتراث، ولوحة لشبان يدافعون بالحجر والمقلاع عن أرضهم التي يسلبها الاحتلال الإسرائيلي، وتجاورها صور لأسرى الحرية القدامى الذين تذوب سنوات شبابهم خلف القضبان، وتقابلها صور أطفال بعمر الورود وضعهم الاحتلال على بنك أهدافه في حروبه العدوانية.

وفي زاوية أخرى انتشرت لوحات رواية على الجدار، في حين توسطت أرضية المعرض زنزانة حديدية في مشهد تمثيلية لمعاناة الأسرى داخل زنازين العزل، يجاورها مجسم إسفنجي لأسير يُشبح على كرسي.

كانت تلك مشاهد من المعرض الفني الخامس "جراح ملونة" الذي تنظمه جمعية إبداعات شابة تحت رعاية وزارة الإعلام ووزارة الأسرى والمحررين، وبلدية غزة، ورابطة الفنانين الفلسطينيين.

وعلى وقع عرض مسرحي تناول عودة اللاجئين إلى البلدات والقرى الفلسطينية المهجرة، افتتح المعرض، تلاه عرض آخر حمل عنوان "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، وثالث عن الأسرى ومعاناتهم.

جراح ملونة (2).JPG

شهد السعودي (18 عاما) إحدى المشاركات في المعرض، وقفت أمام لوحة لطفل صغير تلطخ وجهه بالدم والغبار، بدا كأنه أُنقذ للتو من تحت الركام، وهي إحدى الصور التي شاهدتها الرسامة الشابة مرارًا وتكرارًا في العدوان الأخير على القطاع.

تقول لصحيفة "فلسطين": "مشاركتي في المعرض ليست لأجل المشاركة فقط، بل لنشر وفضح جرائم الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني، وخاصة الأطفال الذين نالهم الاستهداف الأكبر خلال العدوان الأخير، وإيصال الصورة المؤلمة للعالم".

وترى السعودي أن لمثل تلك المعارض أهمية كبيرة في تقوية موهبتها وتنميتها، خاصة أنها على طريق بناء شخصيتها في الفن التشكيلي بعد اختيار دراسة الفنون الجميلة في المرحلة الجامعية.

أما الشابة علا النمرة (22 عامًا)، فحملت لوحتها تجربة عايشتها لحالة الهروب الهستيري والخوف والصراخ والدخان والركام وأصوات الإسعافات في أثناء قصف الاحتلال شققا سكنية في العمارة التي تقطنها.

تقول: "تلك اللوحة تحمل رسالة إنسانية توضح فيها بنك أهداف الاحتلال الذي يستهدف الأطفال والنساء، ويعمل على ترهيبهم وتخويفهم ويسلب حقهم في العيش الآمن".

فاتورة الدم

ومن جهته، يتحدث نائب رئيس متابعة العمل الحكومي محمد جواد الفرا خلال افتتاح المعرض أن غزة خاضت أربع حروب لينتزع منها ورقة الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي، ولكنها استطاعت أن تثبُت بمفردها، ودفعت فاتورة الصمود من دماء أبنائها دفاعًا عن القدس والضفة والشتات.

ويقول: "سيسجل التاريخ أننا لم نضيع الأمانة في هذه الحقبة التاريخية، بل قدمنا نموذجًا رائعًا، على الرغم من أن البعض لا يراه بسبب حالة الحصار التي نعيشها بالقطاع وهذا تسطيح إعلامي للقضية".

ويضيف الفرا: "لقد بصم العالم الحر من شعوب وحركات تحرر لغزة وفلسطين زعامة العالم في ترسيخ مفاهيم العزة والكرامة والبطولة، وذلك بدماء الشهداء والجرحى والأسرى الذين أفنوا زهرة شبابهم خلف القضبان".

ويشير إلى تقصير واضح في رعاية ذوي الشهداء عام 2014، "فقد خسر من يمنع عنهم صرف مستحقاتهم شرفًا عظيمًا، ومن أوقف حسابات الجمعيات التي ترعي كفالات الأيتام".

جراح ملونة (5).JPG

ويلفت الفرا إلى أن معرض "جراح ملونة" يوثق جرائم الاحتلال، وأداة للتشهير بدولة الاحتلال التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، في حين تسعى لجنة المتابعة الحكومية للوقوف عند مسئولياتها تجاه أبناء الشعب.

ويضم المعرض خمس زوايا، تشمل: صورًا للعدوان على غزة، والواقع الذي يعيشه القطاع، والأسرى القابعين خلف السجون، والمحررين، والثوابت الوطنية والأقصى والمسرى، والأرض والعودة، ومشاركات خارجية، وزاوية الإعلام لصور فوتوغرافية، وفقًا لرئيسة جمعية "إبداعات شابة" سحر عمار.

وتوضح أن التحضير للمعرض استغرق شهرين، ويشارك به 50 فنانًا حولوا كل خبر يقين إلى صورة، "والمعرض يعكس حالة غزة وأهلها بعد العدوان الأخير، ويعرض معاناة الأسرى وآلامهم وآمالهم وأجل المواقف في حياتهم التي سرقت ظلمًا، كما أنه رسالة لفضح جرائم الاحتلال".