عبر مزارعون عن رفضهم اشتراط الاحتلال الإسرائيلي نزع الغطاء الأخضر عن ثمار البندورة (القمعة) كي يسمح بتسويق منتجاتهم في الضفة الغربية، وذلك خلال وقفة نظموها، أمس، أمام مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" اليونسكو"، بمدينة غزة.
وجدد المزارعون دعوتهم المؤسسات والجهات الدولية والعربية للوقوف عند مسؤولياتها لإجبار الاحتلال على رفع القيود عن تسويق وتصدير المنتجات الزراعية، والعمل على إدخال مدخلات الإنتاج لضمان استمرار العملية الزراعية في قطاع غزة.
وحذر المزارعون من عزوفهم عن ممارسة مهنة الزارعة، في ظل تدني الأسعار المحلية، ومنع الاحتلال السماح لمنتجاتهم بالتسويق في الضفة الغربية والتصدير للدول العربية، مشيرين إلى أن استمرار هذا الوضع سوف ينعكس على السلة الغذائية للمواطنين في القطاع.
وأوضح المزارع زياد ماضي (53 عاماً) أن الاحتلال أعاد فرض قرار منع تصدير ثمار البندورة المنتجة في قطاع غزة إلى أسواق الضفة الغربية دون تبيان الأسباب.
وأشار ماضي في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن الاحتلال سمح للتجار قبل نحو شهر بتصدير البندورة دون نزع غطائها، وذلك عقب احتجاج التجار على القرار الإسرائيلي الذي تسبب في خسائر كبيرة ثم أعاد الخميس المنصرم فرض القرار.
شروط تعجيزية مرفوضة
وقدر ماضي حجم الخسارة المالية التي تعرض لها في غضون السنوات الثلاث الماضية بسبب جائحة كورونا ومعيقات التصدير والعدوان الأخير، بنحو مليون شيقل.
ويمتلك ماضي (300) دونم زراعي، منها (120) دونماً مخصصًا للبندورة.
وعد المزارع حسن عودة (60 عاماً) القرار الإسرائيلي بمنزلة قيود جديدة، وعرقلة لتقويض الاقتصاد في غزة.
وقال عودة لصحيفة "فلسطين"، إن طلب الاحتلال نزع الغطاء الأخضر عن ثمار البندورة، يسبب لنا خسائر، لأن الغطاء يحافظ على مدة أطول لصلاحية الثمرة، كما أن المشتري في الضفة يفضل الثمار ذات الغطاء.
وأضاف أن محصول البندورة يعد أهم محصول تسويقي، ودون وجوده ضمن قائمة الخضراوات المعدة للتصدير يصعب تسويق بقية أصناف الخضراوات، ما يكبد المزارعين خسائر.
ويزرع عودة في أرضه الواقعة في جنوب القطاع (60) دونماً زراعياً من البندورة.
واشتكى عودة من عجزه عن الالتزام بدفع الشيكات المسحوبة على اسمه في موعدها المحدد، بسبب كساد الأسواق، وهو ما يعرضه للمطالبة المستمرة والملاحقة القانونية.
من جانبه رفض رئيس اللجنة الفنية لمتابعة التصدير في وزارة الزراعة، أحمد النواجحة اشتراط الاحتلال إزالة الغطاء الأخضر عن ثمار البندورة الموجهة إلى أسواق الضفة.
تعزيز صمود المزارع
وأكد النواجحة لصحيفة "فلسطين"، أن منتجات غزة الزراعية تستند إلى معايير المواصفة الفلسطينية، التي تسمح بعدم نزع الغطاء الأخضر عن ثمار البندورة، لأن وجوده يحفظ الثمرة من التلف.
وأشار إلى أن تجار الضفة يرفضون شراء ثمار البندورة منزوعة الغطاء لأنها تتسبب بتلفها سريعا، منبها في الوقت ذاته إلى أن ثمار البندورة لا توجه لأسواق الاحتلال.
وفي سياق ذي صلة، نظم اتحاد لجان العمل الزراعي وحركة طريق الفلاحين والنقابة العامة لعمال الفلاحة والتصنيع الغذائي وقفة تضامنية مع المزارعين في شمال قطاع غزة، بهدف تعزيز صمود المزارعين في الأراضي مقيدة الوصول والذين يتعرضون باستمرار للانتهاكات من قوات الاحتلال.
ودعت عضوة الهيئة التنفيذية في حركة طريق الفلاحين الفلسطينية، وسام الزعانين، المزارعين للمطالبة بحقوقهم المشروعة بالطريقة القانونية المعمول بها.