قائمة الموقع

قصي يُطوِّع "المسمار والخيط" ليصنع فنًّا دقيق الجمال

2021-10-03T19:22:00+03:00
فلسطين اون لاين

مذ كان عُمُر قصي 9 سنوات بدأ يشق طريقه في مجال الرسم والفن التشكيلي، معتمدًا على موهبة حباه الله إياها، فسلك طريقًا صقلها إلى أن أتقن فنونها في عمر الثالثة عشرة، وبدأ البحث عن أي شخص يسانده في هذه الطريق من الفنانين والرسامين ذوي الخبرة، للاستفادة منهم وتقوية نفسه في هذا المجال الذي أحبه وانتمى إليه.

عمد قصي الحلو الذي يدرس الوسائط المتعددة إلى الاختلاط بأهل الفن التشكيلي من خلال مشاركته في أي معرض يُقام حوله، أو يسمع به لعل أن تكون فيه معلومة أو نوع فن جديد يسلك به طريقاً إلى الإبداع، حتى استطاع أن ينتج لوحاته بنفسه.

بدأ الرسم بالفحم كطريق أي مبتدئ في هذا المجال صانعًا عشرات اللوحات الفنية التي تشبه الأفلام القديمة بتفاصيلها الجميلة، وما لبث أن انتقل إلى إضفاء ألوان الحياة على لوحاته الفنية، فأصبحت تشع جمالاً وإبداعًا.

يعمد في طريقه إلى البحث عن كل جديد في مجال فنه، شأنه شأن أي فنان يبحث عن التميز لا عن التقليد، يغوص في بحر الإنترنت وصفحات الفنانين مفتشًا عن أفكار جديدة، إلى أن وصل لفكرة تطويع المسامير الصغيرة والخيط الأبيض لصناعة اللوحات الشخصية المعروفة بالـ "بورتريه- فن رسم الأشخاص" معتمداً على موهبته في تجسيد أدق التفاصيل.

كانت الفكرة غريبة على قصي في بداية عمله، لا سيما أن أبرز التحديات التي واجهته هي الإرهاق الجسدي الذي يرافق رسم أي لوحة يشرع فيها، إذ تستغرق اللوحة الواحدة من 5-7 ساعات من العمل المتواصل في المتوسط، وتأخذ بعض اللوحات الكبيرة يوماً كاملاً؛ ما يجعل الجهد المبذول مضاعفاً.

يبدأ قصي في تحويل أي صورة يحتاج إلى رسمها بالمسمار والخيط، إلى عدة نقاط تساعده على رسم الملامح العامة للشخصية، ومن ثم يبدأ بدق المسامير على لوح الخشب الذي يختاره عادة باللون الأسود كي يظهر تباين الألوان مع لون الخيط الأبيض المستخدم، ومن ثم تبدأ عملية وصل رؤوس المسامير بالخيوط في أصعب مراحل العمل، كي يخرج التفاصيل على أكمل وجه.

يسعد قصي بردود أفعال الناس حول أعماله الفنية التي يشعر أنها تصنع السعادة لدى الأشخاص الذين تهدى إليهم أعماله، فكثير من المناسبات السعيدة تكون لمساته عليها، فقد برع في صناعة اللوحات التي تخلد الذكريات كالأفراح واحتفالات التخرج وأعياد الميلاد، وكذلك المناسبات الرسمية.

وفي مقابل الثناء عليه وعلى أعماله، لا يكره قصي أي نصيحة تسدى إليه تخص عمله، فصدره للنقد البناء يتسع، بل كان يذهب بنفسه لبعض أساتذته في الفن ليسألهم عن ملاحظاتهم ويستفيد منها لتطوير عمله.

ويعتب قصي خلال حديثه إلينا على المؤسسات الرسمية التي لم توجد حاضنة لمثل مواهبه، فالدعم الرسمي وكذلك من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الخاصة، تساعد الفنان كثيرًا على مواجهة أي صعوبات يواجهها، سواء من نقص مواد الخام والأدوات أو توفير فرص صقل المواهب والاختلاط بالفنانين خارج حدود الوطن.

وأدت صعوبة الحال في قطاع غزة إلى أن يتوقف قصي عن دراسته الجامعية، ويضع ثقله في الفن ليستطيع أن يوفر مصروفه الشخصي، فكان شريكا بموهبته كغيره من "عائلة سربرايز" كما يحب أن يلقبها، وهي الشركة التي جمعت قصي منذ عام 2017 بأكثر من فنان تشكيلي وبدأت الترويج لأعمالهم؛ ما ساهم في توفير مصدر دخل له ولغيره من أفراد الشركة، التي صنعت على مدار السنوات الماضية الفرح والسعادة في كثير من المناسبات تحت عنوان "نصنع الفرح لأجلكم".

ويطمح قصي إلى السفر والمشاركة في معارض عربية ودولية يقدم فيها لوحاته الفنية، لثقته بأن الأعمال التي يقدمها يمكنها المنافسة في المحافل الخارجية، إضافة إلى حُلمه بأن يكون صاحب فكرة وفن جديد يسجل باسمه ويحمل هويته الشخصية.

 

اخبار ذات صلة