شكلت عملية مستوطنة "إيتمار" البطولية التي نفذتها مجموعة من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2015، باكورة العمليات الفدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي وانطلاق انتفاضة القدس.
وجاءت عملية "إيتمار" ردًّا على جريمة حرق المستوطنين عائلة دوابشة في نابلس، واستمرار الانتهاكات بحق المسجد الأقصى، وحظر مصاطب العلم والرباط في ساحاته.
وقُتل في العملية ضابط الاحتياط في وحدة هيئة الأركان الخاصة، وضابط الاستخبارات، الحاخام "ايتام هكنين"، وزوجته "نعماه هكنين".
وعقب العملية شهدت مدن الضفة الغربية سلسلة عمليات طعن ودهس فدائية، تمكن منفذوها من قتل عدد كبير من جنود ومستوطني الاحتلال.
ووثقت دراسة تحليلية إحصائية شاملة، أجراها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني لعدد العمليات والمحاولات المتقدمة لتنفيذها، 240 عملية ضد الاحتلال، تنوعت بين 20 عملية دهس، و88 عملية طعن، و48 محاولة، و84 عملية إطلاق نار، وقتل فيها 29 إسرائيليا.
وشكلت انتفاضة القدس صدمة من العيار الثقيل لمؤسسة الاحتلال الأمنية، إذ بلغ عجز الاستخبارات أمام العمليات الفردية 100%، وفق مراقبين.
وخلال أيام الانتفاضة، أظهر استطلاعان للرأي العام، نشراه موقع "واللا" وصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريين في يناير/ كانون الثاني 2016، أن غالبية الإسرائيليين فقدوا الشعور بالأمن في أعقاب الهبة الفلسطينية، وأن شعبية حزب الليكود بزعامة رئيس الحكومة آنذاك بنيامين نتنياهو، قد تراجعت بشكل ملموس.
وبحسب استطلاع "واللا"، فإن 61% من الإسرائيليين يشعرون بأن مستوى أمنهم تضرر أو تضرر جدا منذ بدء انتفاضة القدس.
الناشط في المقاومة الشعبية عبد الغني دويكات، أوضح أن انتفاضة القدس بدأت بعمليات فدائية ضد الاحتلال ومستوطنيه في الأراضي المحتلة، وحققت أهدافًا وطنية، لافتا إلى أن الانتفاضة جاءت كشكل طبيعي من أشكال النضال الفلسطيني، وقادها رجال من الضفة الغربية وقطاع غزة، ردا على جريمة حرق عائلة دوابشة.
وأضاف دويكات في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال خلال انتفاضة القدس حاول إرهاب المواطنين وخاصة أهالي منفذي العمليات الفدائية، بهدم بيوتهم واعتقالهم والاعتداء عليهم، لتشكيل حالة من الخوف لدى المواطنين والشباب لوقف تنفيذ العمليات.
وأكد أن خطوات جيش الاحتلال الإرهابية ضد أهالي منفذي العمليات الفدائية تحولت نارا عليه، إذ زادت عمليات إطلاق النار والطعن والدهس بشكل أقوى، ولم تنجح سياسته الانتقامية.
بدوره، قال الناشط في المقاومة الشعبية سهيل سلمان: إن انتفاضة القدس جاءت ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة بعد حرق عائلة دوابشة، والطفل محمد خضير.
وأضاف سلمان لـ"فلسطين" أن تلك الانتفاضة التي أطلق عليها انتفاضة السكاكين تؤكد أن الشعب الفلسطيني حي وقوي وقادر على إنهاء الاحتلال، ومقاومته بكل الأساليب المؤثرة، مشيرا إلى أن الوضع الحالي في الضفة الغربية يشبه الأيام التي سبقت انتفاضة القدس، إذ إن جرائم الاحتلال مستمرة، والقتل المتعمد للشبان، والاستيلاء على الأراضي، وتهويد القدس والمسجد الأقصى.
وأكد أن الشعب الفلسطيني أصبح مهيأ للدخول في انتفاضة ثالثة، وتحقيق انتصارات جديدة ضد الاحتلال عبر طرق نضالية مختلفة يمتلكها.