فلسطين أون لاين

تحليل اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية.. عودة لحقبة العصابات

...
قلقيلية - مصطفى صبري

لا يعرف المواطنون الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة شعور الاستقرار والأمان، فهم يترقبون اعتداءات مُحتملة من المستوطنين في أيّ لحظة.

وهاجم مستوطنون، المواطنين ومنازلهم في عدة تجمعات سكانية وخِرَب تركزت في المفقرة، واللتواني، ولاصيفر، وأم الطوبا في مسافر يطا جنوب الخليل، ما أدى لإصابة عشرات المواطنين بالرضوض والاختناق منهم طفل، وحطموا عددا من مركباتهم وألواحا للطاقة الشمسية، واقتلعوا عشرات الأشجار وأتلفوا مزروعات.

وقال المواطن أشرف العمور من منطقة مسافر يطا لصحيفة "فلسطين": إن "قرابة مئة مستوطن من عدة مستوطنات هاجموا دفعة واحدة بتخطيط مسبق منازل المواطنين، وهذا لم يحدث في السابق، وخلفهم قوة عسكرية قوامها أكثر من 30 دورية من جيش وادارة مدنية، ومارسوا الحرق والتدمير والتخريب والتكسير".

وأضاف: "كانت الصدمة قوية جدا، واستخدموا وسائل قتالية متنوعة من حجارة وسكاكين وأسلحة رشاشة، وكان أسلوبهم ليس الضرب فقط والتدمير بل الترحيل وهذا يحدث لأول مرة، مشيرًا إلى أن الأهالي بقوا خارج منازلهم وأراضيهم فترة من الزمن، وهذا يعني أن مسلسل الترحيل قد حان.

وقال ممثل الأهالي في المنطقة، محمود الحمامدة لصحيفة "فلسطين": إن "إرهاب المستوطنين كان جماعيًا وأسلوبهم مغايرًا عن المرات السابقة من حيث حماية جيش الاحتلال لهذا الإرهاب بشكل علني وسافر.

وأضاف الحمامدة: "نستطيع ردع المستوطنين ولكن المشكلة بالجيش الذي يحمي هذا الإرهاب، كما أن أسلوب المستوطنين أصبح يعتمد على "الفزعات" من المستوطنات الأخرى، فالمعركة كانت مع 40 مستوطنًا وبعد أقل من ساعتين أصبح عددهم فوق المئة، ووصلت مركبات لهم تحمل مسلحين وأسلحة رشاشة".

وأشار إلى أن جيش الاحتلال اعتقل المواطنين الذين يدافعون عن أرضهم في مواجهة اعتداءات المستوطنين.

التاريخ يعيد نفسه

من جانبه، الخبير في شؤون الاستيطان، عبد الهادي حنتش قال: إن "التاريخ يعيد نفسه، فقبل النكبة عام 1948 مارست منظمات إرهابية من المستوطنين مثل البالمح وشتييرن والهاغاناه وغيرهم إرهابا ضد المواطنين في قراهم لترحيلهم عن أرضهم، ونجحوا في تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم بعد ارتكاب مجازر بحقهم.

وأوضح حنتش في حديث لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال عمل على تدريب منظمات إرهابية للمستوطنين يطلق عليها "شبيبة التلال" و"عصابة تدفيع الثمن" كي تمارس الإرهاب بحق المواطنين الفلسطينيين وترحيلهم عن أرضهم.

وذكر أن مشاهد مسافر يطا والبلدة القديمة في الخليل وعربدات المستوطنين في القدس وشمال الضفة تؤكد أن التاريخ يعيد نفسه من خلال إنتاج إرهاب منظّم يهدف إلى الترحيل الفلسطينيين عن أراضي "ج" و" ب" وحصرهم في كانتونات معزولة وتجمعات محاطة بالمستوطنات وإيجاد نظام فصل عنصري "أبرتهايد".

وشدد على أن "هناك دولة للمستوطنين تمتلك مقومات أمنية واقتصادية ومرافق عامة وشبكة مواصلات من الطرق الالتفافية، ومشاريع بنية تحتية ضخمة، يصعب على الفلسطينيين التعايش معها".

وبيّن أن تجمعات الكتل الاستيطانية تشكل بؤرًا خطِرة على الأرض الفلسطينية، وينطلق منها أفراد المستوطنين لممارسة الإرهاب الميداني، مشيرًا إلى أن موسم الزيتون الحالي سيكون مسرحا لهذا الإرهاب لتواجد المواطنين في أراضيهم لقطف ثمار الزيتون.

وحذر حنتش من أن "إرهاب المستوطنين لم يعد فرديًّا بل يسير ضمن خطة ممنهجة تهدف إلى ترحيل الفلسطينيين عن أرضهم، ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد كما يظن البعض بل سيكون له امتداد خطِر على العقارات والمنازل في القدس والخليل وغيرها من المناطق الفلسطينية كما يحدث في الأغوار التي تعتبر الحدود الشرقية لدولة فلسطين".