مع أن عائلة الشهيد محمود حميدان (27 عامًا) لا تزال تعيش تحت وقع صدمة فقدان نجلها في عملية عسكرية نفذها جيش الاحتلال في مدينة القدس، فجر الأحد الماضي، إلا أن ما يؤلمها أكثر اختطاف جثمان الشهيد ورفض تسليمه ومن كانوا معه.
وكان حميدان استشهد برفقة أحمد زهران وزكريا بدوان، وجميعهم ينحدرون من قرية بدو، شمال غرب القدس المحتلة.
وبينما نعت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس الشهداء الثلاثة، أكدت أنهم ارتقوا في اشتباك مسلح مع قوة من جيش الاحتلال في جبال القدس المحتلة.
ويشير مصطفى حميدان، والد الشهيد محمود، إلى أن نجله كان مقربًا من الشهيد زهران، وكان يشارك دائمًا في الفعاليات الوطنية ومواجهة الاحتلال في مناطق التماس.
وبين أن قوات الاحتلال كانت قد اعتقلت محمود بسبب مشاركاته الوطنية في الفعاليات والأحداث الميدانية، وخاصة إلقاء الحجارة على جنود جيش الاحتلال.
وذكر أن نجله قضى 6 سنوات ونصف السنة متواصلةً خلف قضبان سجون الاحتلال، قبل أن يفرج عنه قبل أشهر فقط.
ومحمود هو الابن السادس لمصطفى حميدان، ويقول والده إن استشهاد محمود ترك فراغًا كبيرًا بين أشقائه، وجميع أفراد العائلة.
ولجأت العائلة إلى التواصل مع جهات حقوقية تنشط داخل الأراضي المحتلة وترصد انتهاكات الجيش، وشرحت لها ظروف أفراد العائلة بعد استشهاد محمود، وأهمية استعادة جثمان الشهيد في أقرب وقت، حتى يوارى تحت الثرى وفق تعاليم الدين الإسلامي.
وقال والد الشهيد، إنه لن يهدأ له بال حتى يستعيد جثمان نجله محمود، وسيخوض معارك حقوقية ضد سلطات الاحتلال في المحافل القانونية لتحقيق ذلك.
وجثمان محمود ليس الوحيد الذي تختطفه قوات الاحتلال، إذ اختطفت في نفس الوقت جثماني الشهيدين زهران وبدوان.
كما تختطف قوات الاحتلال مئات من جثامين الشهداء الفلسطينيين، وهناك من مضى عليها عشرات السنوات، حتى إنها تصر على رفض تسليم جثامين الشهداء الذي يقتلون في تنفيذ عمليات فدائية، كأسلوب عقاب يتبعه الاحتلال ضد عوائل هؤلاء الشهداء.
وبينما بدا والد الشهيد حميدان فخورًا بنجله، أشار إلى أن نجله استطاع استغلال اعتقاله لسنوات خلف القضبان، وخرج من السجون يحمل السند في حفظ القرآن غيبًا عن ظهر قلب.
وكان جهاد حميدان عم الشهيد، ردَّ على تعليق رئاسة السلطة حول جريمة اغتيال الشبان المقدسيين الثلاثة، واتهامها لجيش الاحتلال بأنه يرتكب الجرائم، قائلًا: "إن هذا التعليق لا قيمة له، لأن الشعب الفلسطيني لا يثق بقيادة السلطة، وهي فاشلة وغير حكيمة".
ونبَّه إلى أن السلطة وأجهزتها الأمنية "من وراء الكواليس وعبر التنسيق الأمني أصبحت تربطها شبكة واحدة مع قوات الاحتلال".
وأضاف: إن أجهزة أمن السلطة "تعمل ضد الشعب الفلسطيني والمقاومين، ومنذ اليوم الأول لها هي تصفي المقاومين وتبلغ عنهم"، مشيرًا إلى أن الرئاسة دائمًا تستنكر العمليات الفدائية وتتهم المقاومة بالإرهاب.
وأكد أن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى قيادة فيها رجال على قدر المسؤولية؛ أمناء على حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوق الأسرى وحق العودة والثوابت الفلسطينية.