طلباً لبركة المكان وإحياءً لمكانته في وجه حملات تهويد الاحتلال الإسرائيلية، توجهت "العروس" المقدسية زينة قطميرة، وخطيبها محمد السمان، لعقد قرانهما في باحات المسجد الأقصى.
وتقول العروس الفلسطينية "قطميرة"، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أبعدتها عن المسجد الأقصى أكثر من مرة، ولفترات طويلة، نظراً لنشاطها في "الدفاع عنه"، في وجه ممارسات الاحتلال التهويدية.
ولهذا السبب، حرصت الفتاة على أن تبدأ حياتها الزوجية من باحاته.
وتضيف:" أنا متعلقة بالأقصى كثيراً، ودائماً أتواجد فيه، لذلك قررنا أن نبدأ حياتنا من هنا".
أما زوجها محمد السمان، فيصف شعوره بعد عقد قرانه بالقول: "رائع أن تبدأ حياة جديدة من مكان مبارك بنية البركة بالزواج، هنا رغم كل ما يمر به المسجد الأقصى".
وأضاف: "هنا نشعر بالسكينة والراحة، ومن أبسط واجباتنا هو عقد قراننا هنا، نظراً لوضع المكان الحساس".
وأخذت بعض المؤسسات الفلسطينية والمقدسية على عاتقها إحياء عادة عقد القران في المسجد الأقصى، وجذب الشباب وتشجيعهم عليها، بعد أن اعتاد الناس على إتمام عقد القران في منزل العروس أو في المحكمة الشرعية.
ولاقت الفكرة رواجاً بين الشباب، وشجعت الكثيرين منهم على بدء حياتهم من المسجد، في ظل ما يتعرض له من مساعٍ إسرائيلية لتقسيمه زمانياً ومكانياً، وتفريغه من المسلمين والسيطرة عليه.
وبات عقد القران في "الأقصى"، ظاهرة منتشرة، وملاحظة بشكل شبه يومي.
وعادة ما يشارك زوار المسجد، العروسين، فرحتهم، ويقدمون لهم التهاني.
وتقول العروس قطميرة، التي ارتدت الثوب الفلسطيني التقليدي المطرز خلال عقد قرانها: "على كل مسلم أن يستشعر بروعة عقد القران في المسجد الأقصى، وأن يعرف أهمية عقده في مسجد مبارك".
وتضيف: "حفلات الأعراس والزفاف أصبحت أموراً عادية، أما عقد القران في المسجد الأقصى هو أمر روحاني مرتبط بسنة الله ونبيه، وهو بحاجة لتواجدنا وارتباطنا فيه بكل ما نملك".
ودعا العروسان، الشباب المقدسي للإقبال على هذه التجربة، "من أجل إحياء المسجد المبارك وتكثير سواد المسلمين فيه".
ويضيف السمان: "خير ما يبدأ به الزوجان حياتهما من أكثر البقاع المقدسة في العالم، لأن الاحتلال يسخر كل طاقاته للسيطرة على المسجد الأقصى، ونحن أولى بإعماره بأفراحنا أيضاً".
وتأتي هذه الخطوة في ظل سعي المقدسيين لزيادة وتكثيف التواجد بالمسجد الأقصى، في ظل ما يتعرض له من اقتحامات إسرائيلية، واعتداءات على المصلين فيه.
وكانت "مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات" (تابعة للحركة الإسلامية في دولة الاحتلال )، من أولى المؤسسات التي دعت لمشروع عقد القران في المسجد الأقصى، "بهدف إحيائه، في ظل محاولات تهويد الطابع الإسلامي له"، وذلك قبل إغلاقها وحظرها بقرار إسرائيلي، بسبب نشاطاتها التي تحارب التهويد بالأقصى.
وعلى الرغم من إغلاق المؤسسة، استمر المقدسيون بإتمام عقود القران بالمسجد الأقصى، ولم يعد الأمر مرتبطاً بمؤسسة أو جهة معينة.
ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات من "باب المغاربة"، ينظم فيها المستوطنون اليهود جولتين صباحية لثلاثة ساعات ونصف، ومسائية تبدأ من بعد صلاة الظهر ولمدة ساعة، طيلة أيام الأسبوع عدا يومي الجمعة والسبت.
وتُصدر سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرارات بمنع العديد من الرجال والنساء من دخول المسجد الأقصى لفترات محددة، نظراً لدورهم في "محاربة الأنشطة الإسرائيلية التهويدية بحق المسجد".