قائمة الموقع

"أعوان الخير" المصرية تُسعف مرضى غزة ماديًّا واجتماعيًّا ونفسيًّا

2021-09-24T14:16:00+03:00
فلسطين أون لاين

قبل 9 سنوات كانت تسعى السيدة المصرية أحلام صابر مع إحدى رفيقاتها المريضة بالسرطان في أحد مستشفيات القاهرة، فواجهت صعوبات في التنقل والوصول إلى الدار عند كل جرعة علاج، فتولدت لديها فكرة خدمة المرضى القادمين من المناطق البعيدة.

وربما ليس معلومًا للجميع أن مريض السرطان يعاني بعد تلقيه جرعة العلاج الكيماوي أو الإشعاعي مضاعفات تصعب عليه الحركة، وتجعله أكثر ما يحتاج للراحة، ولا سيما أن تكلفة الذهاب والعودة للمحافظات المجاورة تكون باهظة.

التقت أحلام التي تحدثت لـ"فلسطين" عن تجربتها، بقرابة 20 من السيدات المتقاعدات وفاعلات الخير، وجمعوا تبرعات وصل مجموعها لنحو 40 ألف جنيه مصري وقاموا بشراء شقة سكنية تقابل مستشفى علاج السرطان بالقاهرة، وبدأن باستقبال المرضى وتوفير الإقامة داخل السكن والطعام وكثير من العلاج الذي يحتاج إليه المريض مجانًا طيلة تلقيه الجرعات، وتوفير تكلفة المواصلات عليه لكونه بات يسكن مقابل المستشفى.

تخدم "دار أعوان الخير" هذه الأيام من 10-15 مريضًا على مدار الساعة وطوال علاجهم، إلى جوار عدد من دور الرعاية تنتشر في محيط المستشفى للغرض نفسه، ولو كان بعضها يتقاضى رسومًا من المرضى.

وعلى مدار سنوات عملها قدمت الدار دعمًا نفسيًّا واجتماعيًّا من خلال الأجواء شبه العائلية التي توفرها للنزلاء، بمن فيهم المرضى الفلسطينيون القادمون من قطاع غزة.

وتعد "دار أعوان الخير" واحدة من المؤسسات التي تستضيف غير المصريين في غرفها، لعلمها بالأوضاع الصعبة التي يعيشها المرضى وذووهم، ولا سيما مرضى غزة الذين لا يستطيع الكثير منهم توفير نفقات العلاج والإقامة فكانت الدار سندًا لهم.

الشاب عمر اللوح من غزة رافق والدته خلال رحلة علاجها في جمهورية مصر العربية، وقد تحدث لـ"فلسطين" عن التكلفة الباهظة التي تحملها منذ وصوله القاهرة في مارس/ آذار الماضي، والتي وصلت لقرابة 20 ألف دولار أمريكي، وما زالت والدته تحتاج إلى العلاج والرعاية الطبية الفائقة، وحتى حديثنا معه كانت والدته تحت رعاية الدار.

وفي السياق، يقول المهندس عصام حماد أمين سر الحملة الأهلية لإنقاذ مرضى السرطان في قطاع غزة: إن حالة مرضى السرطان المحوَّلين من غزة صعبٌ جدًّا ويحتاج لتدخل كبير وسريع، ولا سيما وأنه يتم تحويل من 40-50 مريضًا شهريًّا إلى المستشفيات المصرية.

ويشير حماد في حديثه لـ"فلسطين" إلى أن الإشكالية تكمن في أن التحويلة الرسمية تغطي العلاج فقط ولا تغطي نفقات الإقامة والطعام والشراب والتنقلات والأدوية المطلوبة من خارج منظومة العلاج، وهي نفقات ضخمة جدًّا أسهمت دار أعوان الخير في تغطية جزء كبير منها لعدد من المرضى.

واستطرد أن الحملة في إطار دراسة إقامة ثلاثة أماكن تشبه فكرة الدار، لكن الأمر يحتاج لتمويل الداعمين وأهل الخير، إضافة لمشروع ينتظر موافقة الجهات الرسمية لتوفير نقل مرضى غزة من أماكن سكناهم في القطاع غزة إلى وحتى المستشفى بالقاهرة، مع ما يرافق ذلك من تسهيلات.

اخبار ذات صلة